في مشهدٍ يتجاوز حدود الجغرافيا ويكسر قيود الصمت، تواصل الجاليات الجنوبية في المهجر أداء دورها الوطني كصوتٍ حيٍّ لقضية شعب الجنوب العربي، ناقلة معاناته وتطلعاته وإرادته السياسية إلى عواصم القرار الإقليمي والدولي.
و لم تعد تحركات الجاليات الجنوبية في المهجر مجرد أنشطة رمزية، بل تحوّلت إلى دبلوماسية شعبية فاعلة، تسعى إلى إعادة وضع قضية الجنوب في صدارة الاهتمام الدولي بوصفها قضية عادلة قائمة على حق أصيل في تقرير المصير واستعادة الدولة.
“من المهجر إلى العالم”
اقرأ المزيد...
اللواء شلال شائع: الجنوب لن يكون ممراً للتهريب الحوثي الإيراني… الحرب على الإرهاب مستمرة
20 ديسمبر، 2025 ( 10:07 مساءً )
رئيس جامعة حضرموت يناقش مع القائم بأعمال السفير الصيني لدى بلادنا تطوير العمل الأكاديمي المشترك
20 ديسمبر، 2025 ( 10:04 مساءً )
شهدت دول عديدة حول العالم حراكا جنوبيًا متناميًا، قادته الجاليات الجنوبية بتنظيم وقفات سلمية وفعاليات سياسية وإعلامية هدفت إلى إيصال صوت شعب الجنوب العربي إلى صُنّاع القرار والرأي العام الدولي وقد تميّز هذا الحراك بالانتشار الواسع، حيث برزت الجاليات الجنوبية في هولندا وبلجيكا وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية والسويد كنقاط ارتكاز أساسية في قلب أوروبا، إلى جانب حضور فاعل في دول أخرى بأمريكا الشمالية وأستراليا.
” أوروبا منصات مؤثرة لقضية الجنوب”
في هولندا وبلجيكا، نشطت الجاليات الجنوبية في الساحات العامة ومحيط المؤسسات الدولية، وقدّمت خطابا حقوقيا يستند إلى مبادئ القانون الدولي وحق الشعوب في تقرير مصيرها، مسلّطة الضوء على جذور القضية الجنوبية ومسارها التاريخي.
أما في بريطانيا، فقد اتجه الحراك الجنوبي إلى استثمار الثقل السياسي والإعلامي، عبر التواصل مع برلمانيين وصحفيين ومراكز أبحاث، في محاولة واعية لإعادة فتح ملف الجنوب باعتباره قضية سياسية لم تُحل جذريا.
وفي السويد ودول اسكندنافيا، حيث تحظى قضايا العدالة وحقوق الإنسان بأهمية كبيرة، قدّمت الجاليات الجنوبية نموذجا متوازنا في الطرح، ركّز على معاناة شعب الجنوب وتطلعاته لبناء دولة مستقلة، آمنة، وقادرة على الإسهام في الاستقرار الإقليمي، بعيدا عن منطق الصراعات المفتوحة.
“الجنوب العربي إلى مراكز صناع القرار”
لم تكتفِ الجاليات الجنوبية بالفعل الجماهيري، بل حرصت على الانتقال المنظّم نحو التأثير السياسي، عبر لقاءات مع مسؤولين محليين، ومؤسسات حقوقية، ومنصات إعلامية دولية وقد ساعد هذا النهج في تصحيح كثير من الصور النمطية، ونقل القضية الجنوبية من إطارها المحلي أو الإنساني الضيق إلى قضية سياسية قانونية تستند إلى مبادئ ثابتة في القانون الدولي.
كما رافق هذا الحراك في دول المهجر نشاط إعلامي جنوبي لافت في المهجر، تمثّل في إنتاج محتوى متعدد اللغات، وتفاعل مباشر مع وسائل إعلام أجنبية ما أسهم في كسر احتكار السرد، وفتح نافذة جديدة أمام الرأي العام الدولي للاطلاع على حقيقة ما يجري في الجنوب العربي بعيدا عن التشويه أو الاختزال الذي يمارسه الاحتلال اليمني منذ عام 90م .
“وحدة الخطاب وتكامل المسار الجنوبي “
ما منح تحركات الجاليات الجنوبية زخمها الحقيقي هو وحدة الخطاب السياسي وتكاملها مع الاعتصام الشعبي في الداخل، ومع المواقف السياسية الجنوبية المعلنة أن هذا الانسجام عزّز مصداقية الرسالة، وجعلها أكثر حضورا وتأثيرا في مخاطبة صُناع القرار، بوصفها امتدادا لإرادة شعبية جامعة لا يمكن تجاهلها.
“رسالة الجنوب إلى العالم”
وجّهت الجاليات الجنوبية رسالة واضحة إلى المجتمع الدولي مفادها أن استقرار المنطقة لن يتحقق دون إنصاف الجنوب العربي، وأن أي حلول تتجاوز إرادة شعبه محكومة بالفشل. كما أكدت أن الجنوب، إذا ما مُنح حقه في تقرير مصيره، سيكون شريكًا فاعلًا في الأمن الإقليمي والدولي، لا مصدر تهديد له.
إن تحركات الجاليات الجنوبية في المهجر، من هولندا وبلجيكا وبريطانيا والسويد إلى مختلف دول العالم، لم تكن فعلا عابرا، بل تمثّل تحولاً نوعيا في مسار النضال الجنوبي . مما تمثل دبلوماسية شعب جنوبي ناضج، وواعي، يعرف كيف يخاطب العالم بلغته، وتؤكد أن صوت شعب الجنوب العربي بات حاضرا في الساحات الدولية، ولا يمكن القفز على حقه المشروع في تقرير مصيره واستعادة دولته كاملة السيادة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news