كشف مدير مطار المخا الدولي، خالد عبداللطيف، عن خطط واعدة لتنظيم رحلات جوية تتجاوز الخطوط اليمنية، تشمل إنشاء شركة طيران وطنية والتعاون مع شركات عربية، في خطوة تهدف إلى توسيع خيارات السفر وتعزيز التنمية الاقتصادية في الساحل الغربي.
وأوضح عبداللطيف في حوار خاص مع “تهامة 24” أن إدارة المطار فتحت بالتوازي قنوات تواصل مع شركات طيران عربية وأخرى محلية حاصلة على تراخيص التشغيل لتسيير رحلاتها عبر المطار، بهدف تنويع البدائل وتخفيف معاناة السفر عن كاهل المواطنين.
وأضاف مدير مطار المخا أن الإدارة لا تزال تترقب الاستجابة السريعة من شركة الخطوط الجوية اليمنية (الناقل الوطني) لجدولة رحلاتها المنتظمة، خاصة بعد نجاح زيارة اللجنة الفنية التابعة لها والوعود بالتدشين في أقرب مناسبة وطنية، مشيراً إلى أن المطار جاهز تماماً لاستقبال الرحلات من الساعة السادسة صباحاً وحتى السادسة مساءً وفقاً للإعلان الرسمي الصادر عن هيئة الطيران المدني.
وفيما يخص الجانب الإداري، شدد المدير على التزام الإدارة بالمعايير المهنية في اختيار الكادر الوظيفي القائم على التنافس والتخصص، مع منح “الأولوية المطلقة” لأبناء المخا وتعز والحديدة والساحل الغربي، مؤكداً أن مطار المخا يعمل تحت قيادة واحدة وقرار سيادي موحد، بما يضمن أعلى مستويات الأمن والسلامة للمسافرين والملاحة الجوية.
وأشار عبداللطيف إلى أن هذا المنجز، الذي تحقق بدعم مباشر من نائب رئيس مجلس القيادة الفريق الركن طارق صالح وبدعم سخي من الأشقاء في دولة الإمارات، يمثل ركيزة لمشروع تنموي شامل يربط المطار بالميناء والمناطق الصناعية، ليصبح الساحل الغربي في السنوات القادمة “عنوان اليمن الاقتصادي” ومركزاً دولياً للتجارة والتصدير.
نص الحوار
نظراً للأهمية الاستراتيجية الكبرى التي يمثلها مطار المخا الدولي كشريان حياة جديد لليمنيين عامة ولأبناء الساحل الغربي وتعز خاصة، وكثرة تساؤلات الشارع حول موعد التشغيل التجاري الكامل، يسرنا أن نضع بين أيديكم محاور هذا الحوار الصحفي الشامل لتوضيح الصورة للرأي العام.
أولاً: الجاهزية الفنية والبنية التحتية
– شهدنا خلال الأشهر الماضية استقبال المطار لعدة رحلات، وهو ما يثبت الجاهزية المبدئية. هل يمكنكم طمأنة الجمهور حول اكتمال التجهيزات الملاحية والأرضية (أبراج المراقبة، الإنارة الليلية، عربات الإطفاء)، وهل أصبح المطار مستوفياً لكافة شروط وتراخيص هيئة الطيران المدني لاستقبال الرحلات التجارية؟
عبداللطيف:
بحسب إعلان الهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد في 5 أبريل 2024، فإن مطار تعز بالمخا الدولي بات جاهزاً لاستقبال الرحلات الجوية من الساعة 6 صباحاً وحتى الساعة 6 مساءً وفقاً للتوقيت المحلي لمدينة المخا.
وهذا الإعلان صادر عن سلطة الطيران اليمنية التي تتولى الإشراف على جميع المطارات، وهي السلطة المخولة من قبل المنظمة الدولية للطيران المدني (ICAO)، وفقاً لأنظمة المنظمة وملاحقها المختلفة التي تنظم مختلف الجوانب المسيرة للمطارات ولأمن وسلامة الطيران والشحن الجوي.
ثانياً: ملف الرحلات
– يترقب المواطنون بفارغ الصبر بدء الرحلات التجارية. لماذا تأخرت “الخطوط الجوية اليمنية” في جدولة رحلاتها المنتظمة من وإلى المخا حتى الآن رغم إعلان الجاهزية؟ هل العائق فني أم إداري؟ ومتى يتوقع المواطن أن يتمكن فعلياً من حجز تذكرة سفر مباشرة من المخا؟
عبداللطيف:
نحن في إدارة مطار المخا الدولي ننتظر الاستجابة السريعة من شركة الخطوط الجوية اليمنية، باعتبارها الناقل الوطني الرسمي، لتشغيل الرحلات المنتظمة والمجدولة من وإلى مطار تعز بالمخا، وخاصة بعد نجاح زيارة اللجنة المكلفة من شركة اليمنية، ووعد المدير التجاري (رئيس اللجنة) بالتشغيل في أقرب مناسبة وطنية.
– هل تقتصر خطتكم التشغيلية القادمة على الناقل الوطني “اليمنية” فقط، أم أن إدارة المطار تسعى لفتح خطوط تواصل مع شركات طيران عربية أو إقليمية أخرى لتسيير رحلات مباشرة، مما يخلق تنافساً يخدم المسافر ويخفض أسعار التذاكر؟
عبداللطيف:
بناءً على توجيهات نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، طارق صالح، بضرورة تخفيف المعاناة عن كاهل أبناء الشعب اليمني عامة، وأبناء الساحل الغربي والمناطق المجاورة في تعز والحديدة وإب خاصة؛ فقد تم التواصل مع شركات طيران أخرى، لاسيما تلك الحاصلة على رخص التشغيل من وزارة النقل وهيئة الطيران والأرصاد في عدن.
كما تم التواصل مع عدد من الشركات العربية بهدف تشغيل رحلات جوية عبر المطار، وهناك توجه لإنشاء شركة طيران محلية وطنية تهدف للتشغيل من مطار المخا، وإن شاء الله الأخبار مبشرة في هذا الجانب.
ثالثاً: الأمن والسلامة
– السلامة هي الهاجس الأول لأي مسافر أو شركة طيران. ما هي المنظومة الأمنية التي تم اعتمادها في مطار المخا (أجهزة الفحص، الرقابة، وتأمين محيط المطار)؟ وهل خضعت هذه الإجراءات لتقييم دولي لضمان مطابقتها لمعايير منظمة الطيران المدني الدولي “الإيكاو”؟
عبداللطيف:
بالنسبة لموضوع الأمن والسلامة، نحن في إدارة مطار المخا، وتحت إشراف وزير النقل الدكتور عبدالسلام حميد، ورئيس الهيئة العامة للطيران الكابتن صالح بن نهيد، وتحت قيادة ودعم نائب رئيس مجلس القيادة الفريق الركن طارق صالح، تم استيفاء أغلب الأجهزة والمعدات المطلوبة وفق شروط الأمن والسلامة.
المطار يعمل تحت قيادة واحدة وقرار واحد دون أي تداخل، مما يمثل رافداً قوياً لقوى الأمن داخل المطار وخارجه وعلى نطاق الشريط الساحلي. ونحن نتمتع بهذا الأمن والتنمية والازدهار داخل مدينة المخا وعلى طول الساحل الغربي، وهو ما تشهد به الوفود واللجان المختلفة التي تقيم الوضع الأمني.
رابعاً: الدعم والاهتمام
– يعد المطار ثمرة لجهود كبيرة رعاها نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، طارق صالح، وبدعم سخي من دولة الإمارات العربية المتحدة. كيف ساهم هذا الاهتمام المباشر والدعم في اختصار الزمن وتحويل هذا الحلم إلى واقع بمواصفات دولية حديثة في فترة قياسية؟
عبداللطيف:
كما تعلمون، لولا الدعم السخي والمباشر والمتابعة من نائب رئيس مجلس القيادة طارق صالح، وإخوانه أعضاء مجلس القيادة، وبدعم من الأشقاء في دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة سمو الشيخ محمد بن زايد؛ لما تم إنجاز مطار المخا ومختلف المشاريع التنموية التي تشهدها مناطق الساحل الغربي ومختلف المناطق المحررة.
خامساً: الأهمية الاستراتيجية والتنمية
– يقع المطار في موقع جغرافي حيوي. برأيكم، كيف سيغير هذا المطار معادلة السفر لأبناء محافظة تعز المحاصرة والساحل التهامي والمغتربين، وكم سيختصر عليهم من عناء مقارنة بالوضع الحالي عبر مطاري عدن أو سيئون؟
– أيضاً، إلى جانب نقل المسافرين، هل هناك خطط لتفعيل قطاع “الشحن الجوي” لخدمة الحركة التجارية والزراعية في تهامة، خاصة مع التطورات المتزامنة في ميناء المخا، بما يسهم في تصدير المنتجات المحلية؟
عبداللطيف:
وعندما تكتمل منظومة التنمية، ستتحرك العجلة الاقتصادية، ومنها ننتقل إلى إنشاء مدن وتجمعات صناعية وزراعية وقوة تصديرية. وقد تم مؤخراً توقيع اتفاقية تأهيل أرصفة ميناء المخا إلى جانب المطار، وخلال السنوات القادمة سيكون الساحل الغربي “عنوان اليمن الاقتصادي” ومركزاً للصناعات اليمنية وتصديرها، مستفيدين من الموقع الجغرافي الذي يعد أحد محاور الارتكاز الدولية.
سادساً: الكادر الوظيفي
– تشغيل مطار دولي يتطلب كفاءات عالية. كيف تم اختيار وتدريب الطواقم الفنية والإدارية العاملة حالياً؟ وهل كان لأبناء المخا والساحل التهامي نصيب وافر من هذه الفرص الوظيفية والبرامج التدريبية؟
عبداللطيف:
إدارة مطار المخا تعمل كإحدى المؤسسات الرسمية للجمهورية اليمنية وفقاً للنظم والقوانين التي تشرف عليها وزارة النقل وهيئة الطيران. ولذلك، يتم اختيار الكادر بناءً على التنافس بين المتقدمين بحسب التخصص المطلوب، ولدينا برنامج تدريبي لكل الكوادر التي يتم استيعابها.
الأولوية في القبول هي لأبناء المخا وتعز والحديدة والساحل الغربي، وفي حال تعذر وجود بعض التخصصات من أبناء هذه المناطق، يتم الاستيعاب من مختلف المحافظات اليمنية (عدن، أبين، شبوة، صنعاء، ذمار، وغيرها).
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news