قال رئيس حلف قبائل حضرموت، ورئيس مؤتمر حضرموت الجامع، الشيخ "عمرو بن حبريش العليي"، السبت 20 ديسمبر/كانون الأول 2025م، إن قضية حضرموت باتت اليوم "رقمًا صعبًا" في المشهدين الإقليمي والدولي، وإن إرادة أبناء المحافظة في نيل الحكم الذاتي كامل الصلاحيات لم تعد قابلة للتجاوز أو الإخضاع بالقوة.
وأوضح “بن حبريش” في خطاب ألقاه السبت بمناسبة الذكرى الحادية عشرة للهبة الحضرمية، أن المسار النضالي الذي انطلق عام 2013 أسهم في ترسيخ وعي مجتمعي متقدم وتحقيق مكاسب سياسية ملموسة، معتبرًا أن حضرموت تعيش مرحلة "جني الثمار" بعد سنوات من التضحيات.
ووفقًا لمراسل "بران برس"، كشف رئيس حلف قبائل حضرموت عن تفاصيل المواجهات الأخيرة في منطقة نازية القريبة من المنشآت النفطية، بين قوات المجلس الانتقالي وقوات حماية حضرموت، مشيرًا إلى أن الحلف وقّع اتفاقًا برعاية سعودية مع السلطة المحلية واللجنة الأمنية، قبل أن يتعرّض لما وصفه بـ"الغدر" عبر هجوم عسكري نُفّذ في اليوم التالي.
وأوضح "بن حبريش"، أن القوات المنفذة للهجوم كانت مدعومة عسكريًا من دولة الإمارات العربية المتحدة، شمل هذا الدعم طائرات ومدرعات وسلاحًا ثقيلًا، مؤكدًا أنه لولا ذلك لما تمكنت تلك القوات من التقدم "خطوة واحدة".
وأضاف أن شباب الحلف واجهوا لواءً كاملًا مدعومًا بغطاء جوي، مكتفين بأسلحتهم الشخصية، في دلالة
تؤكد أن معيار الانتصار لا يُقاس بالعتاد بل بالثبات والنتائج السياسية.
واعتبر بن حبريش أن الانتصار الحقيقي في هذه المرحلة هو “انتصار الوعي”، لافتًا إلى أن الحضارم باتوا أكثر إدراكًا لحقيقة المشاريع التي تحاول تمرير أهدافها تحت شعارات براقة، بينما تستهدف في جوهرها نهب الثروات ومصادرة القرار.
وقال: “نحن منتصرون لأن قضيتنا أصبحت حاضرة في الصحافة الدولية، ولأن المجتمع الحضرمي اليوم أكثر تماسكًا في الدفاع عن أرضه وثرواته وممتلكاته التي تعرضت للنهب والانتهاك”.
وفي السياق أشاد "بن حبريش" بموقف المملكة العربية السعودية وقيادتها، مثمنًا دورها السياسي والإعلامي، وجهود فرقها الميدانية في مساندة الحق الحضرمي ودعم مسار الاستقرار.
كما وجّه رئيس حلف قبائل حضرموت تحذيرًا شديد اللهجة للشخصيات الحضرمية التي وصفها بـ”المتذبذبة” أو المنخرطة في مشاريع خارجية، مؤكدًا أن الرهان على القوة العسكرية “رهان خاسر”، وأن الحساب الشعبي سيكون حاضرًا وبقوة.
كما جدّد التأكيد على أن قوات حماية حضرموت قوات شرعية ونظامية، تمارس مهامها في تأمين المحافظة وحماية حقوق أبنائها، ولن تتراجع عن واجباتها الوطنية.
واختتم بن حبريش خطابه بالترحم على شهداء حضرموت، وفي مقدمتهم الرائد محمد النوعي، مؤكدًا أن تضحياتهم ستظل دافعًا لمواصلة الصمود حتى تحقيق كامل الأهداف المشروعة لأبناء حضرموت.
وفي 4 ديسمبر/ كانون الأول أعلنت قوات النخبة الحضرمية، التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي، إحكام سيطرتها الكاملة على المواقع التابعة للشركات النفطية في منطقة المسيلة بمحافظة حضرموت، عقب عملية عسكرية نُفّذت مع ساعات الفجر الأولى.
وبحسب مصادر تحدثت لـ"بران برس"، انسحبت المجاميع التابعة لبن حبريش، رئيس حلف قبائل حضرموت، من المواقع التي كانت تتمركز فيها، عقب اشتباكات محدودة شهدتها بعض النقاط قبل مغادرتها المنطقة بشكل كامل.
وجاءت هجوم قوات النخبة الحضرمية بعد ساعات من إعلان السلطات المحلية وحلف قبائل حضرموت، التوصل إلى اتفاق لخفض التوتر ووقف التصعيد في المحافظة، بعد اجتماع عُقد في مدينة المكلا برعاية وفد سعودي يترأسه رئيس اللجنة الخاصة محمد القحطاني، الذي وصل إلى مدينة المكلا اليوم.
وجاءت زيارة الوفد عقب اجتياح قوات المجلس الانتقالي الجنوبي لمدينة سيئون وفرض سيطرتها الكاملة على المدينة ومطارها الدولي في وادي حضرموت، عقب انسحاب قوات المنطقة العسكرية الأولى التابعة للحكومة الشرعية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news