كشفت بيانات رصد أممية حديثة عن استمرار معدلات مرتفعة لنقص الغذاء في اليمن خلال الشهر الماضي في ظل واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية عالمياً.
وقال برنامج الغذاء العالمي (WFP)، في تقريره الشهري حول حالة الأمن الغذائي في اليمن، إن 61% من الأسر اليمنية التي شملها مسح الرصد عن بُعد واجهت صعوبة في تلبية الحد الأدنى من احتياجاتها الغذائية الأساسية خلال نوفمبر/تشرين الثاني 2025، بانخفاض طفيف قدره 2% مقارنة بأكتوبر/تشرين الأول، الذي بلغت فيه النسبة 63%.
وأوضح التقرير أن هذا التحسّن المحدود لم ينعكس على الواقع العام للأمن الغذائي، حيث لا يزال الوضع عند مستويات مقلقة مماثلة لما سُجّل في الفترة نفسها من العام الماضي، مؤكداً أن الأزمة ما زالت واسعة النطاق.
وأشار البرنامج إلى أن نقص استهلاك الغذاء كان أكثر انتشاراً في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة المعترف بها دولياً، بنسبة 63%، مقارنة بـ60% في المناطق الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي، وذلك رغم موسم الحصاد في المرتفعات، وتراجع وتيرة النزاع نسبياً، واستمرار المساعدات الإنسانية، وانخفاض أسعار المواد الغذائية، إضافة إلى صرف رواتب لبعض القطاعات في مناطق الحكومة.
وبيّن التقرير أن الحرمان الغذائي الشديد استمر في التأثير على 35% من الأسر على مستوى البلاد، دون تغيير عن الشهر السابق، مع تسجيل زيادة سنوية بنسبة 6% في مناطق سيطرة الحوثيين، مقابل انخفاض بنسبة 8% في مناطق الحكومة.
وسجّلت محافظات البيضاء، والضالع، وريمة، والجوف، وحجة، وأبين، والحديدة أعلى معدلات سوء استهلاك الغذاء، حيث تجاوزت النسب في بعضها نصف عدد الأسر.
ولفت التقرير إلى أن النازحين داخلياً والأسر التي تعيلها نساء يواجهون أوضاعاً أكثر هشاشة، إذ أفاد نحو 19% من الأسر النازحة بأن أحد أفرادها قضى يوماً كاملاً دون طعام، مقارنة بـ9% بين غير النازحين، كما ارتفعت النسبة إلى 17% لدى الأسر التي تعيلها نساء، مقابل 12% لدى الأسر التي يعيلها رجال.
وأكد برنامج الغذاء العالمي أن عام 2025 شهد بلوغ نقص الغذاء في اليمن ذروته التاريخية، مشيراً إلى أن جميع المؤشرات الدولية الموثوقة، بما فيها التصنيف المتكامل للأمن الغذائي (IPC) ونظام الإنذار المبكر بالمجاعة (FEWS NET)، تصنّف اليمن ضمن أكثر الدول معاناة من انعدام الأمن الغذائي على مستوى العالم.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news