‏هل أنقلب الجنوبيون على ما يُسمّى بالشرعية اليمنية؟

     
عدن حرة             عدد المشاهدات : 69 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
‏هل أنقلب الجنوبيون على ما يُسمّى بالشرعية اليمنية؟

د. حسين لقور

دعونا نناقش الأمر بهدوء وصراحة دون الهروب من الحقائق.

إن الصراع بين صنعاء وعدن لم يبدأ في عام 2015م. هذه مسألة تاريخية محسومة، لم يعد هناك حاجة لإعادة فتحها كلما ضاق النقاش أو أصبح غير مريح للبعض.

ما يستحق التوقف عنده حقًا هو هذا الاتهام المتكرر بأن الجنوبيين خدعوا ما يُسمّى بالشرعية، أو تظاهروا يومًا بالإيمان بمشروع لم يكونوا مقتنعين به أصلًا.

إذًا، هناك سؤال حقيقي أيضا بسيط ومباشر: متى كذب الجنوبيون الشرعية ؟ وكيف؟

عندما اقتحم الجنوبيون، بقيادة الشهيد علي الصمدي ورفاقه في اللجان الشعبية مع اخوتهم من مناضلي الحراك، معسكر الأمن المركزي في الصولبان بخور مكسر يوم 19 مارس 2015م قبل اسبوع من عاصفة الحزم، تحت أي راية قاتلوا؟ أليست راية الجنوب؟

وعندما اندلعت الحرب رسميًا في 26 مارس 2015م، وخرج آلاف الشباب بأسلحة بسيطة في عدن لمواجهة تحالف الحوثي–صالح، والتحق بهم مقاتلون من مختلف محافظات الجنوب، بل ومن بلدان الاغتراب، تاركين أعمالهم وحياتهم الخاصة، بأي مسمى عُرفت تلك القوة؟

ألم تكن تُعرف صراحة وبفخر باسم المقاومة الجنوبية، وتحت علمها؟

هل تحررت عدن تحت راية غير راية الجنوب؟ وهل تحررت بقية مناطق الجنوب تحت علمٍ آخر؟

وعندما شُكّلت الوحدات العسكرية الجنوبية لاحقًا بقرارات رئاسية رسمية، هل تخلّت يومًا عن هويتها الجنوبية؟ أم أنها استمرت، دون مواربة أو اعتذار، في العمل تحت علم الجنوب؟

هل دخل المجلس الانتقالي الجنوبي أي صراع سياسي أو عسكري مع الشرعية وهو يُخفي مشروعه؟ أم أن قضيته كانت دائمًا واضحة، مُعلنة، ومتسقة؟

وعندما وُقّع اتفاق الرياض، ألم ينص صراحة على المناصفة بين الشمال والجنوب؟ وهل تقوم المناصفة أصلًا إلا بين طرفين سياسيين متميزين؟

وعندما حررت قوات العمالقة الجنوبية الساحل الغربي ووصلت إلى تخوم الحديدة، تحت أي علم قاتلت؟ وعندما حررت بيحان التي سلمها الإخوان المسلمين للحوثي، وأمّنت الحدود في حريب هل غيّرت هويتها فجأة؟

وعندما شُكّل مجلس القيادة الرئاسي فيما سُمّي بمشاورات الرياض الثانية، ألم يُبنَ المجلس مرة أخرى على أساس المناصفة بين الشمال ( اليمن) والجنوب؟

ثم نصل إلى السؤال الأكثر صدقًا ووضوحًا: هل صرّح أيّ قائد في المجلس الانتقالي الجنوبي، في أي مرحلة، بتأييده لمخرجات حوار صنعاء، أو للمبادرة الخليجية، أو لاستمرار الوحدة بأي صيغة كانت؟

الإجابة معروفة وموثّقة، ولم تكن يومًا محل لبس.

وعليه، فإن الادعاء بأن الجنوبيين كذبوا أو ضللوا أو أخفوا مشروعهم السياسي ليس مجرد سوء فهم، بل هو محاولة واعية لإعادة كتابة الواقع.

فقضية شعب الجنوب لم تكن يومًا خفية على أياكان، ومشروع الدولة الجنوبية لم يُؤجَّل، ولم يُموَّه، ولم يُساوَم عليه، بل أُعلن منذ اليوم الأول، وتكرّس على الأرض، ودُفع ثمنه دمًا وتضحيات.

وكل ما نتمناه الاشقاء في اليمن، هو قليل من الحكمة التي يدّعون احتكارها، قد يكون كافيًا.

فنقول لهم راجعوا أزماتكم الداخلية، وحلّوا تناقضاتكم السياسية الموزّعة بين الكانتونات المتنازعة في مأرب وتعز والمخا وصنعاء، واتركوا للجنوبيين الحق ذاته الذي تطالبون به لأنفسكم: حق بناء وطن لشعبهم.

فالأوطان لا تُبنى بالإنكار، ولا بالوصاية، بل بالاعتراف المتبادل، لعل شعبينا يلحقان بالعالم في أمنٍ وكرامةٍ ورخاء.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

خالد سلمان يكشف عن زلزال عسكري قادم نحو تعز والبيضاء.. وساعات لحسم مصير محور الجبولي

نافذة اليمن | 817 قراءة 

اليمن مات. وهذا ما سيحلّ مكانه!

الوطن العدنية | 740 قراءة 

اول ضربة جوية على قوات الانتقالي بوادي حضرموت (تفاصيل)

مراقبون برس | 575 قراءة 

إعلان رسمي: أول مدينة في اليمن تحظر السلاح وتتوعد المخالفين بالعقوبات

نيوز لاين | 565 قراءة 

منفذ الوديعة يفرض شرطاً جديداً على المغتربين اليمنيين

المشهد اليمني | 422 قراءة 

هل اكتشفت الرياض أن قوات الدرع التي بنتها غير جاهزة للمواجهة؟

الوطن العدنية | 413 قراءة 

حسين الجسمي يستفز الشعب اليمني.. اكتشف القصة

المشهد اليمني | 407 قراءة 

شرطاً جديداً يفرضه منفذ الوديعة على المغتربين اليمنيين

يمن فويس | 401 قراءة 

باسندوة: أتمنى الموت قبل أن أرى تقسيم اليمن

قناة المهرية | 365 قراءة 

تمنى الموت.. رئيس الوزراء الاسبق باسندوة يعلن موقفه من الانفصال في اليمن

كريتر سكاي | 275 قراءة