69 محتجزًا… والحياد الذي صار عبئًا أمميًا
قبل 1 دقيقة
في كل مرة تعلن فيها الأمم المتحدة عن احتجاز موظفين جدد في صنعاء، يبدو المشهد أكثر وضوحًا: الحوثيون لا يختبرون قدرة المنظمة الدولية على حماية موظفيها فحسب، بل يختبرون أيضًا حدود الصمت العالمي.
ارتفاع العدد إلى 69 موظفًا أمميا بعد حملة مداهمات شاركت فيها “الزينبيات” ليس رقمًا عابرًا، بل رسالة سياسية مكتملة الأركان تقول إن الميليشيا باتت تتعامل مع المؤسسات الأممية كأرض نفوذ، لا شريكًا إنسانيًا.
لكن السؤال الذي يُلحّ اليوم: هل تقف الأمم المتحدة عاجزة، أم أنها تمارس فائض حياد يقترب من التماهي؟ بيانات الإدانة المتكررة لم تعد تقنع أحدًا، خصوصًا حين تقابلها محاكمات صورية وأحكام إعدام لموظفين لم يحملوا سوى بطاقات أممية.
ما يجري ليس مجرد تجاوزات أمنية، بل محاولة لإعادة صياغة العلاقة مع المجتمع الدولي: “اعترفوا بنا.. أو ادفعوا الثمن”. وفي هذا الفراغ الأخلاقي، يصبح العامل الإنساني أول الضحايا، ويصبح اليمنيون – الذين تُفترض مساعدتهم – آخر ما تفكر به الميليشيا.
الأمم المتحدة مطالَبة اليوم بأن تتجاوز لغة القلق، لا دفاعًا عن موظفيها فقط، بل دفاعًا عن معنى وجودها ذاته. فالصمت، في مثل هذه اللحظات، لا يشبه الحياد… بل يشبه المشاركة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news