مشاهدات
واصلت قوات المجلس الانتقالي الجنوبي انتهاكاتها بحق المدنيين في محافظة حضرموت منذ سيطرتها على المحافظة مطلع الشهر الجاري وتحديدًا في مدينة سيئون مقر قيادة المنطقة العسكرية الأولى.
يأتي هذا في ظل تصاعد عمليات المداهمة والاعتقال خارج إطار القانون، وتنامي شكاوى محلية وحقوقية من ممارسات وصفت بأنها تقوم على التمييز المناطقي وتقييد الحريات، وسط غياب أي إجراءات معلنة للمساءلة أو التحقيق.
وفي هذا الصدد، كشف الناشط الحقوقي رياض الدبعي، عن تعرض شقيقه رفعت الدبعي، للاختطاف من منزله من قبل قوة تتبع المجلس الانتقالي الجنوبي مساء أمس الأول، دون أي مسوغ قانوني، ودون توجيه تهمة، ودون إبلاغ الأسرة بجهة احتجازه حتى الآن.
وأكد رياض الدبعي، أن شقيقه لا يواجه أي ملاحقات قضائية، وليس مطلوبًا على ذمة أي قضية، مشيرًا إلى أن ما جرى يأتي في سياق مداهمات واعتقالات تشهدها مدينة سيئون منذ سيطرة قوات المجلس الانتقالي عليها مطلع ديسمبر الجاري.
قصة رفعت الدبعي، بحسب شقيقه، واحدة من سلسلة اعتقالات يرى أنها تقوم على التمييز المناطقي والعقاب الجماعي، محذرًا من تحويل الانتماء الجغرافي إلى تهمة، ومن إدارة المدن بمنطق القوة والانتقام.
وحمّل الدبعي الجهات التي نفذت عملية الاعتقال المسؤولية الكاملة عن سلامة شقيقه وكافة المعتقلين، مطالبًا بالإفراج الفوري عنهم ووقف الاعتقالات خارج إطار القانون.
شهادات ميدانية :
في السياق ذاته، أفاد الصحفي فارس الحميري بأن قوة تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي نفذت عملية مداهمة لمنزل يعود لضابط في المنطقة العسكرية الأولى، يقع في حي مريمة بمدينة سيئون، ثاني كبرى مدن محافظة حضرموت.
وبحسب مصدر محلي، أسفرت عملية المداهمة عن اعتقال أربعة أشخاص هم "نعمان الزكري، مختار مريصعه، وعوض مريصعه" وآخرين، حيث جرى اقتيادهم إلى جهة مجهولة.
وأشار المصدر إلى أن هذه العملية تأتي ضمن سلسلة مداهمات واعتقالات تشهدها المدينة منذ اقتحام وسيطرة قوات المجلس الانتقالي الجنوبي على سيئون في الثالث من ديسمبر الجاري.
تحذيرات قبلية :
وفي تطور متصل، حذّر حلف قبائل حضرموت من استمرار عمليات الاختطاف والاعتقال التي قال إن قوات حماية الشركات تنفذها بمشاركة قوات الدعم الأمني.
وأشار الحلف في بيان نشره على صفحته في مواقع التواصل الاجتماعي، إلى أن تلك القوات "تنال من المواطنين في الطرقات، وتلاحق من يساند مشروع حضرموت، وتقوم بتخويفهم وإرهابهم واقتيادهم إلى أماكن مجهولة".
واعتبر الحلف أن هذه الممارسات تهدف إلى خلق واقع ينذر بحدوث صراع، وقد يؤدي إلى انفجار الوضع وتهديد أمن واستقرار حضرموت.
قيود خارج حضرموت :
وامتدت الإجراءات الأمنية إلى خارج المحافظة، حيث قال مصدر خاص إن قوات المجلس الانتقالي في نقطة العلم، المدخل الشرقي لمحافظة عدن، أوقفت بعثات أندية مأرب وأبين وشبوة، ومنعتها من التوجه إلى محافظة تعز للمشاركة في دوري أندية الدرجة الثانية لكرة القدم.
وأوضح المصدر أن بعثة نادي تضامن شبوة أُوقفت لأكثر من ثلاث ساعات قبل السماح لها بدخول عدن، مع منعها من التوجه إلى تعز.
يأتي هذا، فيما لا تزال حافلة نادي العين أبين محتجزة في نقطة العلم، وبعثة نادي سد مأرب في نقطة الرباط على مخرج عدن، دون صدور أي توضيحات رسمية حول أسباب استمرار الاحتجاز.
4000 انتهاك خلال أسبوعين
وكانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات قد كشفت في وقت سابق، عن توثيقها 4071 انتهاكًا جسيمًا ارتكبتها قوات المجلس الانتقالي الجنوبي في محافظة حضرموت، عقب اجتياحها المحافظة مطلع الشهر الجاري.
ووفقًا لتقرير الشبكة، شملت الانتهاكات مقتل 35 عسكريًا، وإصابة 56 آخرين، وتصفية 7 أسرى، إضافة إلى اعتقال 268 مدنيًا، ونهب 112 منزلًا و56 محلًا تجاريًا، وتهجير نحو 3500 شخص.
وحذّرت الشبكة من خطورة نهب السلاح وانتشاره، لما يمثله من تهديد مباشر للأمن والاستقرار في المحافظة.
دعوات للمساءلة :
وحمّلت الشبكة المجلس الانتقالي الجنوبي المسؤولية الكاملة عن هذه الانتهاكات، داعية إلى وقفها فورًا، والإفراج عن المعتقلين، وإعادة الممتلكات المنهوبة، وفتح تحقيق مستقل في جرائم القتل والتصفية خارج إطار القانون.
وأعلنت الشبكة أن رئيسها سلّم خطابًا رسميًا إلى رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد محمد العليمي، طالب فيه بتوجيه الجهات المختصة بفتح تحقيق عاجل ومستقل بشأن الانتهاكات المرتكبة في وادي وصحراء حضرموت.
وأكدت الشبكة أن هذه الوقائع، إذا ما أُخذت في إطارها القانوني، قد ترقى إلى جرائم جسيمة تستوجب المساءلة الجنائية، مع التشديد على حماية الشهود، والحفاظ على الأدلة، وضمان استقلال مسار العدالة، والتأكيد على حق اللجوء إلى الآليات الدولية في حال تعثر مسار العدالة الوطنية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news