المستقبل الواعد يعيد رسم المشهد الأمني في وادي وصحراء حضرموت

     
صوت العاصمة             عدد المشاهدات : 50 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
المستقبل الواعد يعيد رسم المشهد الأمني في وادي وصحراء حضرموت

لم يعد وادي وصحراء حضرموت، بما تمثله من ثقل استراتيجي وحيوي، ساحةً مفتوحة للعبث الأمني والفوضى، كما كان الحال خلال الأعوام الماضية. فمع انطلاق العملية العسكرية الحاسمة التي حملت اسم «المستقبل الواعد»، بدأ المواطن الحضرمي يستعيد إحساسه بالأمن والطمأنينة بعد سنوات من المعاناة والانتهاكات.

وجاءت هذه العملية تتويجًا لتراكم طويل من السخط الشعبي، ونتيجة تفويض جماهيري واسع عبّر بوضوح عن إرادة أبناء الوادي والصحراء في إنهاء حالة الانفلات الأمني، ووضع حد لممارسات ميليشيات المنطقة العسكرية الأولى، التي يُنظر إليها بوصفها ذراعًا عسكرية لجماعة الإخوان المصنّفة إرهابية.

ووفق ما أوردته مصادر اخباريه فإن لحظة التحول المفصلية بدأت حين أعلن أبناء حضرموت موقفهم الجماعي الرافض لاستمرار سيطرة تلك الميليشيات على أمنهم ومقدراتهم، في تعبير ناضج عن وعي سياسي متقدم أدرك أن كلفة بقاء الفوضى باتت أعلى بكثير من كلفة الحسم.

وشكّل التفويض الشعبي للقوات المسلحة الجنوبية ضوءًا أخضر لا لبس فيه، للانتقال من مرحلة الاحتجاج والرفض إلى مرحلة الفعل، ضمن رؤية تستهدف إعادة الاعتبار لهيبة الأمن، وحماية المصالح الحيوية للمنطقة.

وتعددت أهداف عملية «المستقبل الواعد»، لتشمل اقتلاع عناصر الإخوان والتنظيمات الإرهابية من وادي وصحراء حضرموت، وقطع خطوط تهريب السلاح نحو ميليشيات الحوثي عبر المسارات الدولية الحساسة، إلى جانب تأمين الخط الدولي الحيوي الرابط بين حضرموت وسلطنة عُمان، بما يعزز الاستقرار الإقليمي ويحد من التهديدات العابرة للحدود.

ومع انطلاق العملية، تشكلت معادلة جديدة قوامها أن أمن حضرموت خط أحمر لا يمكن تجاوزه، وأن حماية الأرض والإنسان واجب وطني لا يحتمل التردد أو المساومة.

وفي صميم هذا التحول، برز الدور المحوري للقوات المسلحة الجنوبية، التي راكمت خبرات واسعة في مكافحة الإرهاب وتأمين المناطق الحساسة في مختلف محافظات الجنوب. ولم يكن التحرك وليد مغامرة عسكرية، بل انطلق من عقيدة وطنية واضحة، ترتكز على احترام الإرادة الشعبية، وحماية المدنيين، وتجفيف منابع الإرهاب.

وأكدت المصادر أن هذه الخطوات جاءت بتوجيهات مباشرة من القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية عيدروس بن قاسم الزُبيدي، الذي شدد مرارًا على أن حضرموت تمثل عمقًا استراتيجيًا للدولة الجنوبية المنشودة، وأن أمنها واستقرارها جزء لا يتجزأ من مشروع بناء الدولة، مع التأكيد على أن أي عمل عسكري يجب أن يكون منضبطًا ومسؤولًا، وهادفًا إلى تثبيت الأمن وبناء مؤسسات قادرة على إدارة المرحلة المقبلة.

ورغم أهمية ما تحقق على الأرض، فإن عملية التحرير لا تمثل نهاية الطريق، بل بداية لمرحلة أكثر تعقيدًا، تتطلب جهودًا مضاعفة لتثبيت الاستقرار، ومنع عودة الفوضى أو إعادة إنتاج الهيمنة الإخوانية، إلى جانب إعادة تنظيم المؤسستين الأمنية والعسكرية على أسس وطنية راسخة، وتهيئة البيئة المناسبة لإدارة مدنية فاعلة تستجيب لتطلعات أبناء الوادي والصحراء.

إن ملامح الأمن التي بدأت تتشكل اليوم في مدن وادي حضرموت تؤكد أن إخراج ميليشيات الإخوان لم يكن مجرد خيار عسكري، بل ضرورة فرضتها اعتبارات الأمن والاقتصاد والجغرافيا، وخطوة أساسية نحو مستقبل أكثر استقرارًا وأمانًا لحضرموت وأهلها.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

تطور خطير في صنعاء: مليشيات الحوثي تعتقل ”الحاوري”

المشهد اليمني | 673 قراءة 

باحث سعودي: مفاوضات الحل السياسي في اليمن تتقدم والانتقالي أقحم نفسه في ورطة وسقط في الفخ

المشهد اليمني | 568 قراءة 

طبول الحرب تُقرع شرق حضرموت.. تحركات عسكرية مقلقة تهدد سيئون

العين الثالثة | 505 قراءة 

الكشف عن حقيقة القرار السعودي الأخير المتعلق باليمن

نيوز لاين | 483 قراءة 

القوات الجنوبية تخوض اشتباكات عنيفة في طور الباحة والطيران يتدخل

نافذة اليمن | 456 قراءة 

الكشف عن ترتيبات جديدة وتحريك فعلي للمسار السياسي في اليمن

وطن نيوز | 449 قراءة 

العبر على صفيح ساخن.. وحشود مسلـ.ـحة تحشد قرب ثمود لمهاجمة وادي حضرموت

صوت العاصمة | 393 قراءة 

محمد العرب يوجّه رسالة تحذير للزبيدي: وهم القوة يقود إلى مصير دقلو

نيوز لاين | 388 قراءة 

حادثة مأساوية: تزويج طفلة لرجل ثلاثيني ينتهي بصدمة تقلب حياتها

نيوز لاين | 292 قراءة 

الانتقالي ينقل الأسلحة والدبابات الثقيلة من معسكر الخشعة باتجاه شبوة

قناة المهرية | 266 قراءة