في مشهد يعكس حجم الفوضى والانفلات الأمني الذي تعيشه مدينة عدن الخاضعة لسيطرة ميليشيات المجلس الانتقالي الجنوبي، تم احتجاز حافلة تقل بعثة نادي تضامن شبوة الرياضي عند نقطة تفتيش عسكرية على مدخل المدينة، مما تسبب في توقفها ومنعها من دخول عاصمة الشطر الجنوبي المؤقت لساعات طويلة.
وبحسب معلومات متداولة، فإن الحافلة التي كانت تقل اللاعبين والجهاز الفني للنادي، تم توقيفها فجأة عند نقطة العلم الاستراتيجية منذ الساعة الثالثة من عصر أمس، ولا تزال رهينة عند تلك النقطة حتى اللحظة. وقد أغلقت الميليشيات الطريق أمامها، ورفضت السماح لها بالمرور رغم محاولات التوضيح والتفاهم.
ذريعة "غياب الأوامر".. غطاء لفوضى عارمة
في تفاصيل مثيرة للجدل، برر جنود الميليشيات المتمركزون عند النقطة قرارهم بمنع مرور الحافلة، مدعين أنهم "لم يتلقوا أي توجيهات" تسمح للبعثة الرياضية بدخول المدينة.
هذه الذريعة تكشف عن حقيقة مروعة بشأن طبيعة الحكم الذي يمارسه الانتقالي في عدن والمناطق الجنوبية، حيث لا توجد سلطة مركزية حقيقية، بل فصائل مسلحة تتصرف وفق أهوائها وصراعات النفوذ الداخلية.
يأتي هذا الحادث ليضيف إلى سلسلة طويلة من الانتهاكات والإجراءات التعسفية التي يتعرض لها المدنيون والمسافرون على نقاط التفتيش التابعة للميليشيات، والتي تحولت إلى بوابات للابتزاز والإذلال بدلاً من كونها نقاطاً أمنية لحماية المواطنين.
إن احتجاز بعثة رياضية تمثل أحد أندية المحافظات الجنوبية، يبعث برسالة سلبية للغاية حول الوضع في عدن، ويؤكد أن الميليشيات لا تفرق بين مدني رياضي أو مسافر عادي في سياسة تضييق الخنق.
هذا التصعيد لا يخدم إلا في تعميق الانقسام وتخريب الحياة العامة، بما فيها الحركة الرياضية التي كانت من المفترض أن تكون جسراً للتواصل والوحدة.
مشهد الحافلة المحتجزة وأصوات اللاعبين العالقين ليس مجرد خبر عابر، بل هو شاهد على انهيار هيبة الدولة وغياب القانون تحت حكم الانتقالي، الذي حول عدن من مدينة منشودة إلى ساحة لتصفية الحسابات وممارسة أقصى درجات القمع ضد كل من لا يملك "أمراً" بالمرور.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news