شهدت مدينة الغيضة، عاصمة محافظة المهرة، على الساحل الشرقي لليمن، تصعيداً خطيراً وغير مسبوق، بعد أن أقدمت أطقم مسلحة تابعة لما يسمى "المجلس الانتقالي الجنوبي" على محاولة اغتيال مواطن بشكل مباشر ووحشي.
الحادثة، التي وصفتها مصادر محلية بأنها "صفعة للأمن والاستقرار"، كشفت عن نوايا الميليشيات في نقل صراعاتها وتوتراتها إلى محافظة عرفت برفضها التام لوجود أي قوات مسلحة على أراضيها.
وقعت الواقعة المروعة على خط الكورنيش البحري بمدينة الغيضة، حيث كان المواطن "عدنان"، وهو من أبناء جزيرة سقطرى ويقيم في المهرة، يمرك بسيارته بشكل عادي.
فجأة، تعرضت سيارته لوابل من الرصاص الحي الذي أطلقه مسلحون ينتمون إلى مليشيات الانتقالي الجنوبي، بهدف القتل العمد.
وبحسب شهادات عيان ومصادر مطّلعة، فإن الدافع الوحيد وراء هذه الهجمة الجبانة لم يكن سوى وجود شعار الجمهورية اليمنية مرفوعاً على سيارة الضحية. هذا الفعل يعتبر استفزازاً مباشراً لمشاعر أبناء المهرة، وتحدياً صارخاً لهويتهم الوطنية ورفضهم التام لأي مشاريع انفصالية.
لا يأتي هذا الهجوم في فراغ، بل يندرج ضمن سياق تصاعد تقوم به ميليشيات الانتقالي الجنوبي لمحاولة فرض سيطرتها على مناطق جديدة ونشر نفوذها بالقوة المسلحة.
يُعد استهداف مدني أعزل بسبب علم بلاده، عملاً إرهابياً يهدف إلى بث الذعر في صفوف السكان المحليين، وإرسال رسالة واضحة بأن أي تعبير عن الولاء للدولة اليمنية الموحدة سيواجه بالعنف والترهيب.
هذه السابقة الخطيرة تمثل خرقاً فاضحاً للنسيج الاجتماعي والأمني الذي تمتعت به محافظة المهرة، التي طالما نأت بنفسها عن الصراعات الدائرة في البلاد. محاولة جرها إلى مربع العنف الطائفي والسياسي هي لعبة خطيرة قد تكون عواقبها كارثية على المنطقة بأكملها.
أثارت الجريمة موجة غضب واسعة بين أبناء محافظة المهرة، الذين أكدوا أنهم لن يسمحوا لميليشيات الانتقالي الجنوبي بأن تعيث في أرضهم فساداً.
يرى مراقبون أن هذا الفعل قد يكون شرارة لاشتعال فتيل توتر أوسع، خاصة وأن قبائل وأبناء المحافظة أعلنوا مراراً وتكراراً رفضهم القاطع لأي وجود مسلح خارج إطار الدولة.
إن استهداف رمز السيادة الوطنية مثل علم الجمهورية، هو استهداف مباشر لوحدة اليمن أرضاً وشعباً، وهو مؤشر على أن هذه الميليشيات لا تملك أي مشروع بناء، بل تعتمد فقط على منطق العنف والتخريب لفرض أجنداتها التي لا تلقى أي قبول لدى اليمنيين في مختلف المناطق.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news