حذّر الناشط السياسي سعيد جداد أبو عماد من تداعيات استمرار الخلافات غير المعلنة بين دول التحالف العربي وحلفائها المحليين، مؤكدًا أن هذه التباينات باتت تشكل عائقًا حقيقيًا أمام حسم المعركة، وفي مقدمتها قضية الجنوب التي – على حد تعبيره – “يجب أن تُحسم الآن دون مزيد من التأخير”.
وقال أبو عماد، في منشور له على حسابه بمنصة “تويتر”، تابعته العين الثالثة، إن دول التحالف العربي لم تكن تتوقع عند تدخلها العسكري لاستعادة الدولة من مليشيات الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران أن يطول أمد الصراع لأكثر من عقد من الزمن، في وقت لا تزال فيه صنعاء تحت سيطرة المليشيات، فيما تتعقد الأزمة السياسية والإنسانية يومًا بعد آخر.
وأوضح أن الحوثي، رغم تراجع تمدده، لا يزال رقمًا صعبًا في المعادلة، مستفيدًا من تشابك المصالح الإقليمية وتعدد المشاريع على الساحة اليمنية، بينما يدفع المواطن اليمني، شمالًا وجنوبًا، الثمن الأكبر من أمنه واستقراره ومعيشته.
وأشار أبو عماد إلى أن أحد أخطر أسباب تعثر الحسم يتمثل في تصاعد الشكوك حول تماسك وحدة التحالف، إلى جانب التباين الواضح في الرؤى بين المكونات اليمنية نفسها، لافتًا إلى اختلاف مواقف دول الجوار والأطراف المرتبطة بها بشأن كيفية مواجهة الحوثي، ومستقبل الجغرافيا اليمنية، وقضايا مصيرية كالوحدة أو فك الارتباط، وشكل الدولة، وطبيعة العلاقة بين الجنوب والشمال.
وأكد أن غياب التوافق الواضح حول ثلاثة ملفات رئيسية أسهم في إطالة أمد الصراع، وهي: شكل اليمن بعد سقوط الحوثي، وطبيعة العلاقة بين الشمال والجنوب، وكيفية التعاطي الجاد مع إرادة الشعب الجنوبي في استعادة دولته، مشددًا على أن ترحيل هذه القضايا إلى ما بعد “النصر” أبقى الحرب في حلقة مفرغة.
ودعا الناشط السياسي إلى حسم قضية الجنوب العربي كمدخل أساسي لأي تسوية شاملة، عبر إعلان دولته واقعياً وقانونياً، ونيل الاعتراف الإقليمي والدولي بها، محذرًا من أن تجاهل هذا الاستحقاق قد يقود إلى تفكك التحالف وتشظي اليمن إلى كيانات متنازعة.
واختتم أبو عماد منشوره بالتأكيد على ضرورة التخلي عن المجاملات السياسية، ومواجهة الحقائق بشجاعة، وصياغة اتفاقات واضحة تضمن عودة الشمال دولة مستقرة، وتمكين الجنوب من استعادة دولته، بما يحقق الأمن والاستقرار للمنطقة بأسرها.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news