بشرى العامري:
في ذاكرة اليمنيين، حيث تمتزج الحكاية بالحكمة، يرد مثلٌ طريف وعميق في آنٍ واحد، يتردد كثيراً في منطقة خيران المحرق بمحافظة حجة: «عارة الحَلبوب».
والحَلبوب، كما يروي أهل الريف، هو حشرةٌ صغيرة تظهر بعد المطر، وتُعرف أيضاً باسم «عصا موسى». وقد حاك الناس حولها حكاية أصبحت مثلاً يُضرَب لكل من يستعير شيئاً ثم لا يعيده أبداً.
تقول الرواية القديمة إن الحلبوب استعار يوماً أرجل الثعبان، طالباً من الأخير أن يعيره إياها ليوم واحد فقط، ووضع عينيه رهناً عند الثعبان ضماناً لعودتها. غير أن الحلبوب – كما تقول الحكاية – لم يفِ بوعده، واحتفظ بالأرجل لنفسه، بينما بقي الثعبان يزحف بلا قوائم إلى يوم الناس هذا.
ومن هنا وُلد المثل: «عارة الحلبوب»
ويقصد به الشخص الذي يستعير الشيء ثم يستولي عليه، فلا يرده ولا يلتفت لعهده، تماماً كما فعل الحلبوب مع الثعبان في السرد الشعبي.
علرة الحلبوب مثلٌ بسيط في ظاهره، لكن في عمقه رسالةٌ واضحة من وجدان الريف اليمني تؤكد أن العهد دين، ومن لا يحفظ ما استعاره يظل في عيون الناس كحَلبوبٍ نسي الأمانة، وترك غيره يزحف بثقل الخسارة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news