في تطور يعكس حجم التأزم السياسي الخانق في العاصمة المؤقتة عدن، عقد اليوم الإثنين لقاء مصيري جمع بين عضو مجلس القيادة الرئاسي، عيدروس الزبيدي، ورئيس مجلس النواب، سلطان البركاني، في قصر معاشيق. اللقاء، الذي جاء في ظل أجواء مشحونة، استهدف مناقسة تداعيات الأوضاع المتفجرة والتحركات العسكرية الأخيرة التي وضعت المنظومة السياسية برمتها على حافة الانهيار.
وكشفت مصادر برلمانية عن أن زيارة البركاني لم تأت من فراغ، بل جاءت تتويجاً لنقاشات برلمانية عاجلة دارت خلال الأيام القليلة الماضية، عبّر خلالها نواب عن مخاوف بالغة من "الانقلاب العسكري" الذي تقوده المليشيات التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي.
وحذرت المصادر من أن هذه التحركات قد أصابت مؤسسات الدولة المعترف بها دولياً بشلل تام، مما يهدد بفقدانها آخر ما تبقى من مقومات الشرعية، وهو الاعتراف الدولي.
تحركات انتقالية تهدد بتفكيك "الشرعية"
تأتي هذه التحديات الكبيرة في أعقاب العمليات العسكرية التي نفذتها مليشيات الانتقالي في عدة محافظات شرقية، وهي التحركات التي لم تقتصر آثارها على الجانب الأمني فحسب، بل تجاوزته لتطال عنصر التوازن الدقيق الذي كان قائماً بين مكونات مجلس القيادة الرئاسي.
وفقاً لمحللين سياسيين، فإن هذه الإجراءات العسكرية الأحادية قد دمرت بشكل كامل عنصر التوافق الذي قام عليه مجلس القيادة، الذي يُفترض أنه يمثل الكيان الموحد لمواجهة التحديات الوطنية. ويعتبر هذا التفكيك للتوافق ضربة قاصمة للشرعية، التي تجد نفسها اليوم محاصرة بين تحركات المليشيات الداخلية وخطر فقدان الدعم الخارجي.
مستقبل غامض ومخاوف من فراغ سياسي
مع استمرار هذا الشلل في أداء المؤسسات الحكومية، تتصاعد المخاوف من دخول البلاد في فراغ سياسي واضح، خاصة في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة. ويؤكد مراقبون أن أي لقاءات حالية، مثل لقاء الزبيدي والبركاني، لن تكون سوى إجراءات مؤقتة ما لم تتم معالجة الأسباب الجذرية للأزمة، والتي تتمثل في رفض مليشيات الانتقالي الانصياع للقرار السياسي ومحاولتها فرض الأمر الواقع بالقوة.
يبقى الوضع في عدن والمناطق الجنوبية على صفيح ساخن، في انتظار ما ستسفر عنه هذه التحركات من تداعيات قد تعيد تشكيل الخريطة السياسية في اليمن بشكل كامل.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news