كشفت ورقة بحثية حديثة صادرة عن مركز المخا للدراسات الاستراتيجية عن تطورات مقلقة تتعلق بإنشاء مطارات ومهابط وقواعد عسكرية في عدد من الجزر والمدن الساحلية اليمنية الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية، معتبرة أن هذه التحركات تحمل أبعادًا تتجاوز المواجهة العسكرية مع جماعة الحوثي إلى صراعات نفوذ إقليمية ودولية متشابكة في البحر الأحمر.
وأفادت الدراسة بأن منشآت عسكرية أُنشئت في مواقع مثل المخا وجزر ميّون وزقر وعبد الكوري تخدم، بحسب تقديرها، مصالح مشتركة للإمارات وقوى محلية موالية لها، أبرزها المجلس الانتقالي الجنوبي والمقاومة الوطنية، مشيرة إلى أن هذه البنية العسكرية تشكّل ركيزة لتعزيز النفوذ في خطوط الملاحة البحرية والتحكم بممرات التجارة الدولية.
ووفق الورقة، فإن تصاعد عسكرة هذه المواقع يتزامن مع بيئة إقليمية شديدة الاضطراب، في ظل تصاعد الهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، إلى جانب تنامي الوجود العسكري الغربي والإسرائيلي، ما يزيد من احتمالات الاحتكاك وتوسيع دائرة الصراع.
وأشارت الدراسة إلى أن هذه التطورات أثارت قلق دول مجاورة، لا سيما إريتريا، التي عبّر رئيسها أسياس أفورقي خلال زيارة إلى القاهرة في نوفمبر 2025 عن مخاوفه من أن عسكرة البحر الأحمر من قبل قوى خارجية تمهّد لحالة من الفوضى وتهدد استقرار المنطقة.
وحذّرت الورقة من احتمال توظيف هذه المنشآت في صراعات إقليمية أخرى، سواء في السودان أو في إطار عمليات عسكرية تقودها أطراف دولية، مؤكدة أن استمرار هذا المسار قد يدفع جماعة الحوثي إلى تنفيذ هجمات محدودة في محاولة لمواجهة تمدد النفوذ في الجزر والساحل الغربي لليمن.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news