في مشهد ينم عن تجاوز خطير وانتهاك صارخ للرموز الوطنية، كشفت وقائع حادثة وقعت في إحدى الساحات العامة عن انفلات أمني واضح في صفوف ما يسمى بـ"المجلس الانتقالي الجنوبي".
فبينما كان الصحفي صلاح السقلدي يمارس عمله، كان "جرمه" الوحيد أنه ارتدى طقماً رياضياً تحمل ألوان علم الجمهورية اليمنية.
تفاصيل المشهد المثير بدأت عندما اقتربت عناصر من مليشيات الانتقالي من الصحفي، وطلبت منه مرافقتها في ما وصفته بـ"جولة أمنية"، دون تقديم أي مبرر قانوني أو أمر قضائي. التصرف العدائي جاء كرد فعل على الألوان التي يرتديها، والتي تمثل هوية البلد الرسمية، لتتحول بذلك إلى "تهمة" في نظر تلك المليشيات التي تعمل خارج إطار الدولة ومؤسساتها.
أثارت الخطوة استياء الحاضرين في الساحة، الذين تابعوا المشهد بدهشة واستنكار، قبل أن يتدخل ضباط وجنود ينتمون للدولة، ممن لا يزالون يحتفظون ببعض من روح المسؤولية، وتمكنوا من إنهاء الاعتقال التعسفي، وإعادة الصحفي إلى الساحة بعد أن تم إقناع عناصر المليشيا بأن "الأمر قد حُل".
ولكن الغريب في المشهد، الذي كشف مدى الهوة بين الشارع وتصرفات هذه المليشيات، كان ردة الفعل الشعبية الساخرة.
فقد انطلقت من بين الحشود أصوات تصيح في تهكم واضح: "هاااه يا صلاح، الانتقالي اصرف لك طقم مبرررروك مبررروك!".
هذه العبارات، التي جاءت في قالب دعابة، كانت في حقيقتها إدانة قوية لسلوك المليشيات، وتعبير عن رفض الشارع لهذه الممارسات التي تمس رموز البلاد.
هذا الحادث لا يمثل حالة فردية، بل هو دليل على حالة الفوضى والانفلات التي تعيشها المليشيات، وتجاهلها التام لأبسط قواعد الحريات واحترام الرموز الوطنية.
إنه يطرح علامات استفهام كبيرة حول مدى انضباط هذه القوات، والسلطة الفعلية التي تتحكم في تصرفاتها، ويكشف عن وجهها الحقيقي الذي يتناقض تماماً مع أي خطاب وطني تدعيه.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news