في محاولة واضحة لترسيخ وجودها في محافظة حضرموت، بث إعلام المجلس الانتقالي الجنوبي تصريحات لنائبه، اللواء الركن أحمد سعيد بن بريك، زعم فيها وجود ترحيب شعبي واسع بتواجد مليشياته في وادي وساحل المحافظة، معتبراً أن هذا الحضور هو الضامن لـ"الأمن والاستقرار" في وجه ما أسماه "التهديدات القائمة".
وزعم بن بريك، في سياق حديثه، أن المليشيات الجنوبية حققت إنجازات عسكرية لافتة منذ عام 2015 في مواجهة جماعة الحوثي، مستعرضاً الدعم الذي تتلقاه من التحالف العربي، واصفاً إياه بأنه "عامل حاسم" في معركة الدفاع عن "الأرض والهوية والمشروع العربي" في المنطقة، وهو خطاب يهدف إلى منح الشرعية لوجودها العسكري والسياسي.
تأييد شعبي أم فرض للأمر الواقع؟
ولم يكتفِ إعلام الانتقالي بذلك، بل سعى إلى تصوير المليونيات والفعاليات التي يتم تنظيمها في حضرموت على أنها دليل قاطع على "حجم التأييد الشعبي" للمجلس وقواته، مدعياً أن هذا الدعم يمتد ليشمل كافة محافظات الجنوب. غير أن هذه الرواية تتعارض مع أصوات محلية واسعة تطالب بخروج هذه القوات، وتعتبرها قوة احتلال تعمل على فرض أجنداتها السياسية بالقوة.
وأوضح بن بريك أن وحدات من هذه المليشيات، يقودها ويشكلها أبناء من حضرموت، تتولى مهاماً أمنية في محافظات أخرى، فيما وصفه بـ"الشراكة الوطنية"، وهي خطوة يراها مراقبون كمحاولة لخلق ولاءات منقسمة وتجيير القوى المحلية لصالح مشروع المجلس الانتقالي، مما يعمق من حالة الانقسام في الجنوب.
مهاجمة المعارضة وتصنيفها "عنصرية"
وفي مواجهة الأصوات الناقدة لوجود مليشياته، اتهم بن بريك الدعوات المطالبة بخروج القوات الجنوبية من حضرموت بأنها "دعوات عنصرية وتحريضية" لا تعبر عن المطلب الحقيقي لأبناء المحافظة، زاعماً أنها تصدر عن "أطراف متضررة" من وجود قوة جنوبية فاعلة.
ويأتي هذا التصعيد الخطابي كأداة لسكوت أي معارضة وتشويه سمعة المنتقدين عبر اتهامهم بالعمل ضد وحدة الجنوب.
واختتم بن بريك تصريحاته بالتأكيد على أن الجنوب يسعى لبناء دولة حديثة، داعياً المجتمع الدولي لدعم جهود "التعايش"، في وقت يرى فيه محللون أن الممارسات على الأرض من قبل مليشيات الانتقالي، وفرضها السيطرة بالقوة، تتعارض تماماً مع خطاب السلام والتعايش الذي تحاول تسويقه إعلامياً.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news