مشاهدات
قال نائب رئيس هيئة التشاور والمصالحة عبدالملك المخلافي إن مشكلة النخب اليمنية في جوهرها أنها أدمنت المجاملة في الشأن العام، مؤكدا أن المجاملة في قضايا الوطن خطيئة لا تغتفر، لأنها لم تعد مجرد سكوت عن الخطأ رغم إدراكه، بل تحولت إلى التصويت له وتبريره والوقوف في صفه.
وأضاف المخلافي في منشور على "فيسبوك"، أنه حين يقع الفأس في الرأس، يخرج من كان صامتا أو شريكا ليدعي الحكمة بأثر رجعي، ويقول إنه كان يرى الكارثة ويتوقعها، وكأن المعرفة المتأخرة تعفي من المسؤولية أو تبرئ من الذنب، مشددا على أن البلاد ضاعت من مجاملة إلى أخرى، ومن صمت إلى صمت، حتى تراكمت الأخطاء وتحولت إلى كوارث.
وأكد أنه لو أن النخب وقفت في وقتها موقفا أخلاقيا وسياسيا واضحا في وجه ما جرى، وفي مقدمته جرائم الحوثي وكل ما سبقها ومهد لها، لما وصل اليمن إلى هذا الدرك الخطير، غير أن المجاملات استمرت ولا تزال قائمة حتى اليوم، بصور مختلفة وأسماء متبدلة.
وأوضح أن كثيرين يصمتون لا لأنهم لا يعرفون، بل لأن الصمت مصلحة، أو لأن قول الحقيقة قد يغضب طرفا ما، فيفضل الوطن مؤجلا، والحقيقة مؤجلة، والدولة مؤجلة، فقط حتى لا يزعل أحد.
وشدد المخلافي على أن الأوطان لا تبنى بالمجاملات، ولا تحمى بالصمت، ولا تنقذ بحكمة متأخرة، وأن الشجاعة في العمل العام ليست في التبرير بعد السقوط، بل في قول لا في اللحظة التي كان يمكن فيها أن يتغير المسار، لأن من لا يواجه الخطأ حين يولد سيجبر لاحقا على مواجهة الكارثة حين تكتمل.
وأشار إلى أنه قال ذلك صراحة في اجتماع للرئيس السابق عبدربه منصور هادي مع مستشاريه في نهاية يناير 2018، حين كان نائبا لرئيس مجلس الوزراء وزيرا للخارجية، محذرا من أن المجاملة والسكوت في صنعاء أوصلانا إلى ما نحن فيه، وأن استمرار الصمت والمجاملة لن يقود إلا إلى مزيد من الانحدار، متسائلا بوضوح: إلى أين نريد بعد أن نذهب جميعا؟
وجاء حديث المخلافي في أعقاب الأحداث التي شهدتها المحافظات الشرقية، بعد اجتياح قوات المجلس الانتقالي الانفصالي لعدد من المناطق، وما رافق ذلك من صمت سياسي لافت من قبل النخب تجاه ما جرى وتداعياته الخطيرة على وحدة الدولة وسيادتها وسلامة أراضيها.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news