طالب المركز الأمريكي للعدالة، السبت 13 ديسمبر/ كانون الأول 2025م، الأمين العام للأمم المتحدة بالتدخل الفوري والضغط على جماعة الحوثي المصنفة دوليًا في قوائم الإرهاب، من أجل تغيير وفدها المفاوض في مفاوضات مسقط المتعلقة بملف المختطفين والمحتجزين.
وأكد المركز الأمريكي، في بيان اطلع عليه "بران برس"، أن مشاركة عبدالقادر المرتضى، رئيس لجنة شؤون الأسرى في جماعة الحوثي، ونائبه مراد قاسم، في مفاوضات مسقط المتعلقة بأمر غير مقبول.
وأوضح المركز أن إدراج أسماء متهمة بارتكاب انتهاكات خطيرة ضمن مسار تفاوضي إنساني يثير تساؤلات حول نزاهة العملية التفاوضية وحماية حقوق الضحايا، داعيًا الأمم المتحدة إلى إيلاء هذه الاعتبارات أولوية عند إدارة الملفات الإنسانية الحساسة.
وأشار إلى تلقيه رسالة مؤرخة في 10 ديسمبر من أربعة صحفيين يمنيين أُفرج عنهم مؤخرًا — عبدالخالق عمران، توفيق المنصوري، حارث حميد، وأكرم الوليدي — موجهة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، أفادوا فيها بتعرضهم لانتهاكات جسيمة أثناء احتجازهم لسنوات، مؤكدين تورط المرتضى ونائبه بشكل مباشر في تلك الانتهاكات.
وأضاف المركز الأمريكي أن هذه الشهادات تتقاطع مع ما ورد في تقارير دولية، لافتًا إلى إدراج المرتضى على قائمة العقوبات الأمريكية في 9 ديسمبر 2023 بسبب انتهاكات بحق المختطفين، كما وثّق فريق خبراء مجلس الأمن في تقريره الصادر في 2 نوفمبر 2023 وقائع مرتبطة بالتعذيب والإخفاء القسري، وذكر المرتضى بالاسم ضمن ملحق الانتهاكات.
كما شدد المركز على ضرورة توجيه مكتب المبعوث الأممي إلى اليمن بوقف أي تعامل تفاوضي مع المذكورين، وعدم منحهم أي غطاء سياسي أو شرعية تفاوضية، مع ضمان إشراك الضحايا أو ممثليهم في أي نقاشات تتعلق بملف المختطفين، بما يحول دون توظيف هذا الملف الإنساني لأغراض سياسية أو إعادة تأهيل المتورطين في الانتهاكات.
وفي 10 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، طالب أربعة صحفيين يمنيين، سبق أن أصدرت جماعة الحوثي بحقهم أحكام إعدام وأمضوا أكثر من ثماني سنوات في سجونها، مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن بمنع مشاركة قيادات تابعة للحوثيين في الجولة الجديدة لمشاورات ملف الأسرى في عمان، اليوم السبت.
وأكد الصحفيون الأربعة وهم: "عبد الخالق عمران، وتوفيق المنصوري، وحارث حميد، وأكرم الوليدي"، في رسالة عاجلة وجّهوها إلى المبعوث الأممي "هانس غروندبرغ"، رفضهم لاستضافة رئيس وفد الحوثيين المفاوض في ملف الأسرى عبد القادر المرتضى ونائبه مراد قاسم، لتورطهما المباشر في تعذيب الصحفيين والمختطفين.
وقال الصحفيون في رسالتهم التي وصلت إلى "بران برس" إن استضافة رئيس وفد الحوثيين المفاوض ونائبه في المفاوضات تمثل "انتهاكًا صارخًا لمبادئ العدالة وحقوق الضحايا"، مشيرين إلى أنهم تعرضوا خلال فترة اعتقالهم في سجون الجماعة لأبشع صنوف التعذيب والمعاملة اللاإنسانية، بإشراف مباشر من القيادي الحوثي "المرتضى".
واعتبر الصحفيون أن مشاركة المرتضى ونائبه في أي جولة مشاورات تخص الأسرى والمختطفين تبعث برسالة خاطئة مفادها أن الإفلات من العقاب ممكن حتى ضمن العملية التفاوضية الأممية، ويمنح "المرتضى"، رئيس وفد الحوثيين المفاوض في ملف الأسرى، غطاءً شرعيًا لا يستحقه.
وطالبوا الأمم المتحدة بمنع مشاركتهما في أي جولة تفاوضية، وإدانة الانتهاكات التي ارتكبها المرتضى ونائبه، والتعامل معهما كمنتهكي حقوق إنسان خاضعين للعقوبات الدولية، بدلًا من اعتبارهما طرفًا تفاوضيًا في ملف إنساني.
وكانت الإدارة الأمريكية أدرجت، في ديسمبر/ كانون الأول 2024، لجنة الأسرى التابعة للجماعة التي يترأسها عبد القادر المرتضى على قوائم الإرهاب الدولية، ضمن سلسلة إجراءات تستهدف المسؤولين عن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.
والخطوة التي أعلنت عنها وزارة الخزانة الأمريكية، قالت إنها جاءت استنادًا إلى تقارير متعددة تشير إلى تعرض معتقلين في أحد السجون التابعة للحوثيين في صنعاء للتعذيب المنهجي والمعاملة اللاإنسانية، بمشاركة أعضاء إدارة السجن شخصيًا في جرائم ضد السجناء، بما فيهم المرتضى.
وفي وقت سابق من العام 2024م، اتهم فريق الخبراء التابع لمجلس الأمن "عبد القادر المرتضى"، رئيس لجنة الأسرى التابعة للحوثيين والمشرف على عدد من السجون في صنعاء، بارتكاب جرائم تعذيب بحق المختطفين.
ووفق "الخبراء" في تقرير لهم، ارتكب المرتضى حالات تعذيب وانتهاكات خطيرة في عدة سجون، بما في ذلك السجن المركزي بصنعاء، الذي يدير أحد ملحقاته رئيس لجنة الأسرى لدى الميليشيا المدعو عبد القادر المرتضى.
كما تحدث التقرير عن احتجاز النساء والأطفال لأسباب متنوعة، وعن استخدام العنف الجنسي كوسيلة للتعذيب، إضافة إلى أن الابتزاز المالي ونقص الرعاية الطبية يشكلان جزءًا من نظام السجون الحوثية، مع دعوة إلى تحقيق دولي وتدخل فوري لحماية حقوق الإنسان في اليمن.
وكان صحفيون محررون من سجون الحوثي قد سردوا في شهاداتهم تعرضهم للتعذيب من عبد القادر المرتضى نفسه، الذي وصفوه بأنه "مدمن تعذيب، ولا يهدأ له بال حتى يمارس التعذيب ضد المختطفين".
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news