أكد عضو مجلس النواب اليمني، علي المعمري، أن المشهد السياسي في المناطق المحررة وصل إلى “نهاية متوقعة” عقب تعنت المجلس الانتقالي الجنوبي ورفضه المستمر لجهود الوساطة السعودية، منتقدًا الأداء السياسي خلال السنوات الأخيرة، وقال إن اتفاق الرياض لم يتحقق منه سوى نقل السلطة من الرئيس هادي ونائبه إلى مجلس القيادة الرئاسي المكون من ثمانية أعضاء.
وقال البرلماني المعمري، في تصريح خاص لـ“برَّان برس”، إن “اليمن لا تزال تشهد استقطاب إقليمي حاد بين مشاريع ورؤى تتبع دول ويعمل كل اليمنيين مع هذه المشاريع والأجندة فقدت القوى اليمنية القدرة على التأثير وأصبح الجميع قطع على رقعة شطرنج”.
وأضاف أنه “منذ اللحظة الأولى لنقل السلطة وكل السياسيين والمراقبين كانوا يتوقعون هذه النهاية للمجلس، لم يتحقق من اتفاق الرياض أي شيء غير نقل السلطة من هادي ونائبه إلى المجلس الثماني” مؤكدًا أن ما حدث لا يخدم اليمن ولا حتى الانتقالي، مضيفًا أن “أي قرار محلي مسلوب الإرادة وحرية الاختيار لا يمكن أن يصل أصحابه إلى مبتغاهم، الدول ليست جمعيات خيرية”.
تعنت مقصود
وعن تداعيات تعنت الانتقالي، قال المعمري، إن “الحل ليس بيد الانتقالي ولا مجلس القيادة الرئاسي”، مضيفًا أن “هناك احتكاك واضح بين أجندات دول التحالف فيما يخص القوات التي يجب أن تسيطر في مسرح المنطقة الأولى، التي كان تصفيتها هدف الجميع لكنهم اختلفوا على التركة.
المعمري أكد أن “الانتقالي لا يملك إرادة حرة وتعنته مقصود لإرسال رسائل تجاه السعودية أكبر من قدرة الانتقالي على فهمها أو استيعابها”.
أولويات متضاربة
وفيما يتعلق بمخاطر الانقسام داخل معسكر الشرعية، قال: أولًا انقسام معسكر الشرعية منذ البداية كان موجود بسبب اختلاف أولويات وأجندات دول التحالف في اليمن وكل طرف غذى مشروعه على حساب الهدف الذي جاءوا لأجله وهو استعادة شرعية الرئيس هادي المنتخب، وتم استبداله بالمجلس الرئاسي الذي عُين من قبل دول التحالف.
ومن هذا المنطلق، أكد المعمري، أن “الانقسام اليوم هو انقسام يخص التحالف ليس له علاقة بالغايات التي يحارب لأجلها اليمنيون من عشر سنوات لقد ابتعدت دول التحالف كثيرًا عن المهمة الرئيسية التي جاءوا من أجلها”.
مصطلح غير مناسب
واعترض “المعمري”، على استخدام مصطلح “المركز القانوني للدولة”، وقال إنه “مصطلح أكاديمي لا يتناسب مع الخطاب الشعبي؛ لأن من واجب القادة والنخب أن ينتقوا المصطلحات التي توصل رسائلهم للشعب عن المخاطر الوجودية التي يتعرض لها ثوابته ومكتسباته”.
وذكر أن “اختيار الألفاظ بهذا الشكل يعكس أيضًا نوعًا من المخاتلة والهروب من المسؤولية التاريخية الملقاة على القادة وصناع الرأي العام في مكاشفة شعبهم عما يحيط به من مخاطر وكأن الهدف هو إرباكهم وتضليلهم وليس إظهار حقيقة ما يجري بصدق ينسجم مع اللحظة التاريخية والتحديات التي مواجهها كاملة.
واقع معقّد
وعن السيناريوهات المستقبلية للصراع الجاري جنوب وشرق البلاد، تحدث البرلماني المعمري، عن صعوبة فهم ما يجري اليوم “بشكل صحيح”، واصفًا أي محاولة لادعاء فهم الواقع بأنه “مبالغة”، وأن الحديث عن السيناريوهات المستقبلية “رجمًا بالغيب”.
ومع ذلك، استند المعمري، في قراءته إلى الإرث اليمني والتجارب التاريخية، مؤكدًا ثقته بأن“ هذا الشعب لا يموت لا يذوي لا يختفي، وسيعبر عن حضوره وعن شخصيته بالشكل الذي يليق بإرثه وعراقته، وسيبقى راسخًا على ترابه وسواحله وشطآنه.
واختتم “المعمري” حديثه لـ“برَّان برس”، بالتأكيد على أن اليمن “بلد عصي على الهضم والفهم”، مشددًا على أن التعافي “يتطلب جيل مختلف وقادة نوعيين”، مشيرًا إلى أن هؤلاء “ستخلقهم الظروف، وسيخرجون من رحم هذه المعاناة كبار بحجم اليمن ومكانته”.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news