كرة القدم .. والروح الرياضية ..!!
قبل 1 دقيقة
كرة القدم واحدة من الألعاب الرياضية التي ابتكرها الانسان خلال تاريخه الطويل على هذا الكوكب ، ولكنها الأكثر تفاعلاً وحضوراً واهتماماً على المستوي الإعلامي والشعبي والاستثماري وحتى السياسي ، ما يجعلها اللعبة الأولى عالمياً ، ويظل التنافس الايجابي والروح الرياضية هو الهدف الرئيسي لها ، بل إن هذه الرياضة كان لها دور كبير في مد جسور التواصل والتعارف بين الشعوب والأفراد ، فقد كسرت العديد من الحواجز الثقافية والاجتماعية التي كانت تعيق التفاعل الحضاري بين المجتمعات البشرية ، فبفضل هذه الرياضة أصبحنا نشاهد الاندماج الرياضي عن طريق تكوين فرق وأندية رياضية من مختلف القارات والجنسيات والشعوب ، وهم يلعبون في فريق واحد ، ويعزفون أجمل الايقاعات على أرض الملاعب ، تجمعهم غاية واحدة وهي الابداع والتألق والفوز وحصد الكؤوس والميداليات ، متحررين من كل التعصبات السلبية ، مؤكدين بذلك على إمكانية التعايش السلمي والثقافي والحضاري بين البشر ..!!
وأيضاً يتجلى ذلك المشهد خلال المنافسات الكروية القارية والعالمية ، عندما نشاهد التنافس الايجابي بين المنتخبات ، وهي تتألق وتبدع داخل المستطيلات الخضراء ، مثيرةً المتعة في قلوب ملابين المتابعين ، وليعكس كل منتخب الصورة الايجابية عن شعبه وحضارته وعاداته وتقاليده وأخلاقه وثقافته ، بعيد عن حسابات المكسب والخسارة .لكن للأسف الشديد لا تخلوا هذه الرياضة من ظاهرة المنافسات السلبية الناتجة عن التعصبات الضيقة ، التي تفقد هذه اللعبة متعتها وجمالها ، وتحولها إلى ساحة للتشنجات والانفعالات والأفعال السلبية ، والتي قد تصل أحياناً لإثارة الكراهية واللجوء إلى العنف والتصادم سواء بين اللاعبين أو الجماهير ، بل أحياناً وصل الأمر لحد القتل وسفك الدماء ، وهكذا سلوكيات وافعال تتعارض تماماً مع غايات وأهداف هذه الرياضة ، وذلك نتيجة استغلال اصحاب التعصبات لهذه الرياضة ، عن طريق التعبئة السلبية للجماهير ، والتي تجعل من الطرف الآخر عدواً وليس منافساً ، وهكذا محاولات تفشل عند المجتمعات والشعوب الواعية والراقية والمثقفة ، ولكنها قد تجد قبولاً عند المجتمعات المتخلفة الغارقة في مستنقعات التعصب والجهل ..!!
والمطلوب من الجماهير وهي تشاهد مباريات كرة القدم أن تدرك بعص الحقائق من أهمها أنها مجرد رياضة الهدف منها الإثارة والمتعة والتشويق والمنافسة الايجابية ، وليست دليل على الضعف أو القوة ، فها هي أمريكا أقوى دولة في العالم لا تمتلك فريق رياضي قوي ولم نشاهدها تحصد أي بطولات ، وهذا الأمر لم يقلل من شأنها ولم يسقطها من عرش سيادة العالم ، وهذه البرازيل أو الارجنتين تمتلكان أقوى الفرق الرياضية وفازتا بالكثير من البطولات العالمية ، وكل ذلك لم يجعلهما دول عظمى ولم يمنحهما القوة ، فالرياضة تظل رياضة الهدف منها الإثارة والتشويق والمنافسة والمتعة والابداع والتألق ، وليس من الحكمة الاندفاع والتفاعل كثيرا في هذا المجال ، فالرياضة في ظل تعطيل العقل وهيمنة ثقافة الكراهية والتعصب والتطرف لا تستطيع احداث أي تغيير من واقع الشعوب الجاهلة والمتخلفة ، ويظل العقل والبحث العلمي هو عامل التغيير ومفتاح الرقي والتقدم والحضارة في كل زمان ومكان ..!!
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news