كشفت أحداث هجوم المجلس الانتقالي الجنوبي على محافظة حضرموت، وما تبعه من انتهاكات، عن الوجه "الوحشي" لحلفاء الإمارات في المنطقة.
وشن المجلس الانتقالي هجمات مطلع الشهر الجاري على مواقع للجيش اليمني وحلف قبائل حضرموت، استخدم فيها قوات كبيرة قادمة من خارج المحافظة، خصوصاً من محافظتي الضالع وعدن.
وارتكب المجلس الانتقالي العديد من الانتهاكات ضد منتسبي الجيش اليمني وحلف قبائل حضرموت، وكذلك ضد أسر من هذه المحافظة، لكن الإعلام لم يسلط الضوء عليها بالقدر الكافي.
32 قتيلاً واتهامات بالتصفية
وأعلنت رئاسة هيئة الأركان اليمنية، يوم السبت، مقتل 32 وإصابة 45 من جنود وضباط المنطقة العسكرية الأولى بمحافظة حضرموت، جراء اعتداءات مجموعات تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي.
ونعت هيئة رئاسة الأركان في بيانها "شهداء الوطن الأبطال من منتسبي المنطقة العسكرية الأولى، الذين ارتقوا أثناء أداء واجبهم الوطني والدستوري دفاعاً عن أنفسهم ووطنهم، في مواجهة اعتداءات مجاميع تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي".
وقال البيان إن "هذا الهجوم ليس له أي مبرر قانوني أو شرعي، ويهدف إلى زعزعة الأمن والسلم في محافظة حضرموت الآمنة والمستقرة، وتهديد استقرار المناطق المحررة، وفرض أمر واقع يقوض العملية السياسية ويقفز على المرجعيات الوطنية".
وكشف البيان أن تلك الاعتداءات أسفرت عن ارتقاء 32 شهيداً و 45 جريحاً من ضباط وأفراد القوات في المنطقة، ولا يزال عدد من الضباط والأفراد في عداد المفقودين.
واتهم البيان "تلك المجموعات المسلحة بتصفية عدد من الجرحى وإعدام المحتجزين، في انتهاك صارخ لكافة القوانين المحلية والدولية".
وشددت رئاسة الأركان على التزام القوات المسلحة بواجباتها في الدفاع عن الوطن ووحدته، واستعادة الدولة اليمنية ودحر مليشيا الحوثي الإرهابية، مؤكدة أن هذه الاعتداءات لن تزيدها إلا إصراراً وثباتاً.
القتل على أساس الهوية المناطقية
وفي السياق، أعرب المركز الأمريكي للعدالة (ACJ) عن إدانته وقلقه البالغين إزاء الهجوم "المُنظَّم" الذي نفذته قوات تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي على مدينة سيئون وعدد من مديريات وادي حضرموت ومحافظة المهرة.
وكشف المركز في بيان بأن المواجهات الأخيرة أدت إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى، مشيراً إلى أن التقديرات الأولية تشير إلى أن إجمالي عدد القتلى يقترب من 100 قتيل من جميع الأطراف.
وقد حذّر المركز من أن هذه الأرقام مقلقة وتؤكد خطورة توسع دائرة العنف والانتهاكات.
كما أكد المركز أن القوات المهاجمة، التي جاءت من محافظات الضالع وأبين وشبوة وعدن، ارتكبت انتهاكات جسيمة تمثلت في الاعتقالات، ونهب المقرات الحكومية، والمحال التجارية، ومنازل المواطنين، خاصة المنتمين إلى المحافظات الشمالية.
وحذر المركز من أن هذه الاعتداءات اتخذت "طابعاً تمييزياً خطيراً يقوم على استهداف المدنيين وفق الهوية الجغرافية"، مما يشكل تهديداً مباشراً للسلم الاجتماعي وأسس التعايش في اليمن.
وطالب المركز قيادات المجلس الانتقالي بوقف هذه الانتهاكات فوراً وتحمل المسؤولية الكاملة عن الجرائم المرتكبة، داعياً إلى الإفراج الفوري عن جميع المختطفين وفتح تحقيق مستقل وشفاف لضمان محاسبة المنتهكين.
خطف الجرحى من المستشفيات
من جانبه، اتهم حلف قبائل حضرموت، الجمعة، المجلس الانتقالي الجنوبي، باختطاف جرحى أثناء تلقيهم العلاج في مستشفيات بمدينة المكلا عاصمة المحافظة.
وقال الحلف، في بيان ، إن قوات تابعة للمجلس الانتقالي، اقتحمت الثلاثاء الماضي مستشفيات بمدينة المكلا، واختطفت جرحى من قوات حماية حضرموت التابعة للحلف والمقاومة الشعبية الذين كانوا يُعالجون فيها.
وبينما أشار البيان إلى أن القوات المهاجمة اقتادت الجرحى تحت تهديد السلاح إلى جهة مجهولة، أوضح أن من بين المختطفين جنديين بقوات حماية حضرموت، هما وليد عمر بارشيد، وعبد الله عوض بارشيد.
وشدد البيان على أن خطف هؤلاء الجرحى مخالفة صارخة للأخلاقيات، وانتهاك واضح للقانون الدولي الإنساني، واعتداء على كل الأعراف والقيم القبلية والإنسانية التي تحرّم المساس بالجرحى والمصابين.
وحمّل الحلف القبلي، قائد المنطقة العسكرية الثانية، طالب بارجاش، والمدير العام لأمن وشرطة ساحل حضرموت، مطيع المنهالي، كامل المسؤولية عن حياة وسلامة الجرحى.
واعتبر ما جرى "جريمة" تُضاف إلى "سلسلة الانتهاكات" التي تمارسها تلك القوات بحق أبناء حضرموت، داعيا المنظمات الحقوقية المحلية والدولية إلى توثيق هذه الانتهاكات الجسيمة، والتدخل العاجل لإطلاق سراح الجرحى المختطفين، ومحاسبة المتورطين في هذا الفعل الشائن.
وتعهد الحلف، في ختام بيانه، باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لاستعادة حقوق أبناء حضرموت ورفع مطالبهم، وبعدم التهاون أمام أي "اعتداء" يستهدفهم تحت أي ظرف كان.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news