تفاقم الغضب الشعبي في مدينة التربة جنوب محافظة تعز، عقب اعتداء جديد طال مقبرة الطيّار خلال اليومين الماضيين، بعد شروع أحد المستثمرين في تسوية أجزاء واسعة من أرض المقبرة استعداداً لبدء أعمال إنشاءات، وسط اتهامات لجهات محلية بالتواطؤ والصمت المريب.
وبحسب شهود عيان، دفعت الجهة المستثمرة بمعدات ثقيلة لشق طريق يمتد إلى عمق المقبرة وجرف مساحات منها، في خطوة اعتبرها السكان انتهاكاً صارخاً لحرمة المقابر وتعدياً على واحد من أقدم وأهم الأوقاف في المنطقة.
وأكدت مصادر محلية أن عمليات بيع أراضٍ من داخل المقبرة تجري منذ سنوات، موضحة أن الأمين الشرعي في المديرية أصدر بصائر ملكية لأجزاء من الوقف، وبعلم مكتب الأوقاف الذي يتهمه الأهالي بـ”التغاضي المتعمد” عن التوسع العمراني المتسارع على حساب حرمة المكان.
وتُعد مقبرة الطيار أكبر وقف في مدينة التربة، وقد خسرت نحو ثلث مساحتها خلال العقد الأخير نتيجة قربها من مركز المدينة وارتفاع الطلب على الأراضي، في ظل تنامي الاعتداءات وتحويل أجزاء منها إلى مواقع سكنية.
وتعيد الحادثة الحالية إلى الأذهان واقعة مشابهة سُجلت في فبراير 2025، عندما وثّق مواطنون عمليات جرف واسعة داخل المقبرة دون أي تدخل من مكتب الأوقاف، رغم أن الاعتداء جرى حينها بالقرب من منزل مدير المكتب في المديرية.
ويحذّر أبناء التربة من استمرار ما وصفوه بـ”الزحف العمراني المنفلت”، مؤكدين أن حيًّا سكنياً كاملاً بُني على أطراف المقبرة بعد بيع أجزاء منها، ما قد يؤدي إلى اختفاء الوقف بالكامل إذا لم تتحرك الجهات المختصة لوقف التعديات وإحالة المتورطين للمساءلة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news