في خطوة تكشف حجم القلق المتنامي من تدهور الأوضاع في شرق اليمن، وصل وفد سعودي إماراتي رفيع المستوى إلى مدينة عدن، مساء الجمعة، قادماً من العاصمة الرياض، ليعقد على الفور اجتماعاً عاجلاً ومغلفاً بالسرية مع قائد ما يسمى "المجلس الانتقالي الجنوبي"، عيدروس الزبيدي، في مقر إقامته بقصر معاشيق.
ويأتي هذا اللقاء المتسرع في وقت تتصاعد فيه حدة التوتر السياسي والعسكري في محافظتي حضرموت والمهرة، اللتين تحولتا إلى ساحة معركة خفية لصراع النفوذ، مما أثار حالة من الترقب الحذر في الأوساط الإقليمية والدولية، خشية انفتاح جبهات جديدة تزيد من تعقيد المشهد اليمني المتأزم بالفعل.
محاولات لاحتواء "المليشيات"
يُنظر إلى هذا التحرك الخليجي المشترك على أنه محاولة يائسة لضبط "أداة الحرب" التي دعمتها أبوظبي، والتي باتت تهدد باستقرار مناطق حيوية وتقوض جهود التحالف العربي. فالمليشيات الانفصالية، التي تسيطر على عدن بالقوة، متهمة بالعمل على تقوي الشرعية الحكومية وتفكيك نسيج الدولة الوطنية، عبر سعيها المستمر لفرض أمر واقع في الجنوب وتوسيع نفوذها نحو المحافظات الشرقية الغنية بالثروات.
وكانت تحركات المليشيات في حضرموت والمهرة قد لقيت رفضاً واسعاً من قبل القبائل والمكونات المحلية، التي ترى في هذه المحاولات تدخلاً سافراً في شؤونها وتهديداً مباشراً لأمنها واستقرارها، وهو ما دفع بالتحالف إلى التدخل لمنع انفجار الموقف.
مستقبل شرق اليمن على المحك
تركز المباحثات، بحسب مصادر مطلعة، على بحث الانعكاسات الخطيرة للتصعيد الحالي على المشهد الأمني والسياسي، وكيفية إقناع قائد المليشيات بتراجع خطواته الاستفزازية التي تهدد بإشعال فتيل صراع مسلح جديد. فالشرق اليمني لم يعد مجرد خريطة جغرافية، بل أصبح بؤرة للتنافس الإقليمي الذي قد يعيد رسم تحالفات وموازين القوى في المنطقة.
وتبقى نتائج المباحثات المغلقة محل ترقب واسع، فيما يواصل شرق اليمن احتضان أنفاسه قبيل موجة جديدة من الغموض والتوتر.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news