سلطت صحيفة The Times البريطانية الضوء على تنامي نفوذ المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن، معتبرة صعوده المدعوم من دولة الإمارات العربية المتحدة يشكل تهديدًا مباشرًا لوحدة البلاد ويعيد فتح ملف الانفصال كخيار سياسي معلن.
ونقلت الصحيفة عن قيادات في المجلس تأكيدها أن اليمن لن يعود دولة موحدة، مع تمسكها بمشروع استعادة دولة الجنوب ضمن حدود ما قبل وحدة عام 1990.
وبحسب التقرير، تمكن المجلس الانتقالي خلال الفترة الأخيرة من إحكام سيطرته على مدينة عدن وعدد من المحافظات الجنوبية، بما فيها مناطق توصف بالغنى النفطي مثل حضرموت والمهرة، وهو ما يعكس تحولًا لافتًا في موازين القوى داخل المشهد اليمني.
وترى الصحيفة أن السيطرة الميدانية تمنح المجلس موقعًا متقدمًا في أي مفاوضات سياسية مقبلة، وتدفع أطرافًا إقليمية إلى إعادة النظر في مقارباتها تجاه الصراع اليمني.
ويشير التقرير إلى أن المجلس الانتقالي لن يكتفي بتعزيز حضوره العسكري والسياسي محليًا، في ظل سعيه أيضًا إلى تسويق مشروعه نحو الخارج من خلال مساع للحصول على اعتراف دولي باستقلال الجنوب.
وفي السياق، تحدثت الصحيفة عن اتصالات أجراها ممثلون عن المجلس مع مسؤولين أجانب، بينهم لقاءات مع مسؤولين إسرائيليين، في محاولة لطرح ما يعتبره المجلس "قضية مشتركة" في مواجهة جماعة الحوثي، ضمن مسعى أوسع لكسب دعم خارجي لمشروعه الانفصالي.
ويتناول التقرير التباينات المتزايدة داخل التحالف الإقليمي الداعم للحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، لافتًا إلى وجود توتر بين السعودية والإمارات بشأن مستقبل اليمن.
وبينما تواصل الرياض دعم الحكومة الشرعية والتأكيد على أولوية الحفاظ على وحدة البلاد، ينظر إلى الدعم الإماراتي للمجلس الانتقالي باعتباره جزءًا من استراتيجية تهدف إلى تعزيز النفوذ الإقليمي، وهو ما انعكس في اختلافات على مستوى التحركات العسكرية والسياسية داخل اليمن.
وفي المقابل، يبرز التقرير موقف الحكومة اليمنية برئاسة رشاد العليمي، التي دعت المجلس الانتقالي إلى التراجع عن السيطرة على المناطق التي استولى عليها، محذرة من أن هذه التحركات تقوض فرص السلام الهش وتشتت الجهود المفترضة لمواجهة جماعة الحوثي المسيطرة على شمال البلاد منذ أكثر من عقد.
ويخلص تقرير The Times إلى أن تعمق الانقسام في الجنوب، إلى جانب التوترات داخل معسكر دعم الشرعية، يثير مخاوف محللين من انزلاق اليمن نحو مزيد التفكك، بما يتيح للحوثيين استثمار حالة الضعف والانقسام في الطرف المقابل، ويزيد من تعقيد فرص إنهاء الحرب أو التوصل إلى تسوية سياسية شاملة.
لقراءة المقال من موقعه الاصلي:
https://www.thetimes.com/world/middle-east/article/yemen-never-united-separatists-backed-by-the-uae-5l0l9nmmf
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news