في تطور لافت يشير إلى إعادة ترتيب أوراق القوى في المناطق الجنوبية، شهدت الأيام الماضية تحركات عسكرية مكثفة لقوات العمالقة، تمثلت في دفع تعزيزات بشرية ومعدات عسكرية كبيرة باتجاه مديرية طور الباحة.
تأتي هذه التحركات على خلفية اقتراب المهلة النهائية المحددة لتسليم محور طور الباحة الحيوي، الذي يقوده حاليًا القائد أبو بكر الجبولي، مما يثير تساؤلات حول طبيعة التغيير القادم وانعكاساته على الوضع الأمني في المنطقة.
صراع على النفوذ أم فرض للهيمنة؟
وفقًا لمتابعين ميدانيين، فإن الحشد العسكري لا يقتصر على مجرد تعزيزات روتينية، بل هو جزء من خطة أوسع تهدف إلى فرض هيكلة جديدة على المنظومة العسكرية والأمنية في المناطق الواقعة تحت سيطرة القوات.
يُنظر إلى محور طور الباحة كنقطة ارتكاز استراتيجية تتصل بخطوط التماس في منطقة الصبيحة، مما يجعل السيطرة عليه ورسم قيادته الجديدة مسألة حاسمة في تحديد موازين القوى.
تأتي هذه الخطوة في سياق جهود حثيثة لقوات العمالقة لتوحيد صفوفها تحت قيادة مركزية موحدة، بعد فترات من التشتت الذي أثر على انضباط بعض المعلومات العسكرية.
ويُعتبر تسليم المحور بمثابة اختبار حقيقي لمدى الانضباط والولاء داخل صفوف القوات، ومدى قدرة القيادة العليا على تمرير قراراتها دون تحديات تذكر.
قيادة جديدة على الأبواب
في قلب هذه التغييرات، تشير كل المؤشرات إلى تعيين الشيخ حمدي شكري، وهو شخصية ذات نفوذ قبلي وعسكري، على رأس قيادة محور طور الباحة. يُنظر إلى هذا الاختيار على أنه محاولة لوضع شخصية مقربة من القيادة المركزية ومقبولة على الأرض، بهدف ضمان استقرار المحور ومنع أي فراغ أمني قد ينشأ أثناء عملية التسليم.
يُتوقع أن يؤدي هذا التغيير في القيادة إلى إعادة رسم الاستراتيجيات العسكرية والأمنية في المحور، مع التركيز على تعزيز الخطوط الدفاعية وتأمين المناطق الحيوية، لا سيما مع استمرار التوترات في مناطق التماس المجاورة. ويبقى السؤال الأهم حول كيفية تعامل القائد الحالي، أبو بكر الجبولي، مع قرار التسليم، وما إذا ستتم العملية بسلاسة أم ستشهد احتكاكات تعكس حجم التحديات الداخلية.
مستقبل غامض ومصير منطقة على المحك
تضع هذه التطورات المنطقة أمام مفترق طرق، فبينما تصف القوات الهدف من هذه التحركات بأنه "تعزيز الأمن والاستقرار"، يرى مراقبون أنها قد تكون مقدمة لصراع نفوذ داخلي، خاصة في ظل غياب رؤية سياسية موحدة. يظل أداء القيادة الجديدة وقدرتها على إدارة المحور في هذه الفترة الدقيقة هو المقياس الحقيقي لنجاح أو فشل عملية إعادة الهيكلة هذه، ومصير منطقة طور الباحة وما حولها .
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news