في مشهد مؤسف يعكس حالة الحزن والغضب السائدة في مدينة عدن، شيع المئات من أبنائها اليوم ظهر الخميس، جثمان الجندي الشاب "عمرو عدنان"، الذي لقى مصرعه على يد مجهولين في عملية اغتيال غامضة، لتضاف جريمته إلى سلسلة طويلة من عمليات القتل المستهدفة التي تشهدها المدينة والمناطق الخاضعة لسيطرة ما يسمى "المجلس الانتقالي الجنوبي".
انطلق موكب التشييع المهيب من مسجد الهتاري عقب أداء صلاة الظهر، وسط هتافات حزينة وغاضبة، حاملةً النعش على الأعناق في طريقه إلى مثواه الأخير بمقبرة القطيع.
كانت وجوه المشيعين تعكس ألماً عميقاً وفشلاً متزايداً في الأجهزة الأمنية التي تديرها مليشيات الانتقالي في حماية أرواح المواطنين، وخاصة العسكريين منهم.
وتكشف ملابسات جريمة اغتيال الجندي عدنان، الذي وقعت عملية قتله في محافظة لحج المجاورة، عن تفاصيل مثيرة للقلق. فبحسب مصادر مطلعة، عُثر على سلاح الضحية لدى صديق له، الذي ادعى أن الجندي عدنان هو من وضع السلاح في عهدته قبل توجهه إلى المكان الذي تعرض فيه للاغتيال.
هذه الرواية تفتح الباب أمام عشرات التساؤلات حول حقيقة ما جرى، وهل كانت هناك عملية ترتيب مسبق للجريمة، أم أن التراخي الأمني هو ما سهل تنفيذها؟
هذه الجريمة ليست سوى حلقة في سلسلة من عمليات الاغتيال والتصفيات التي تطال شخصيات عسكرية ومدنية وناشطين في مناطق سيطرة الانتقالي الجنوبي، مما يؤكد وجود حالة من الفوضى الأمنية المنظمة وانتشار السلاح المنفلت.
الفشل المتكرر في كشف مرتكبي هذه الجرائم وعدم تقديمهم للعدالة يثير شكوكاً كبيرة حول جدية التحقيقات ويغذي فكرة وجود أطراف نافذة داخل المليشيات تعمل خارج نطاق القانون.
إن مشهد تشييع جندي آخر قضى نحبه دون ذنب، هو دليل دامغ على عجز المليشيات عن بسط هيبتها الأمنية، وتحويل المدينة إلى ساحة مفتوحة للمستهدفين، حيث يختفي الأمان وتسود ثقافة الإفلات من العقاب، مما يضع مستقبل المدينة وأهلها تحت علامة استفهام كبيرة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news