تشهد مدينة المكلا، عاصمة محافظة حضرموت شرقي اليمن، أزمة غاز طهي غير مسبوقة، ألقت بظلالها الثقيلة على حياة السكان، وأدت إلى شلل شبه تام في حركة المواصلات، وحرمت آلاف الأسر من أبسط مقومات الطهي داخل منازلهم.
وأفاد مواطنون من مختلف أحياء المكلا لـ"المشهد اليمني" أن "أسطوانات الغاز اختفت تمامًا من الأسواق منذ أيام"، مؤكدين أن "حتى المحظوظين الذين يعثرون على أسطوانة يضطرون لدفع أكثر من ضعف سعرها الرسمي، إن لم يكن ثلاثة أضعاف"، في ظل غياب رقابة حكومية فاعلة أو تدخل عاجل لتخفيف المعاناة.
وأضاف أحد السكان، فضل عدم ذكر اسمه خشية الانتقام:
"نحن نطبخ على الحطب مثلما كنا نفعل قبل خمسين عامًا! لا غاز، لا كهرباء مستقرة، والبنزين نادر. كل شيء ينهار من حولنا، ولا أحد يسأل عنا".
توسّع الانتقالي يسبق الأزمة
ويأتي تفجر هذه الأزمة في أعقاب سيطرة ما يُعرف بـ"المجلس الانتقالي الجنوبي"، المدعوم إماراتيًا، على محافظتي حضرموت والمهرة بالكامل، في خطوة وصفها مراقبون محليون ودوليون بأنها "انقلاب على الترتيبات السياسية القائمة"، وبمثابة "استيلاء مليشياوي على مؤسسات الدولة".
ومنذ ذلك الحين، تزايدت التقارير عن فوضى أمنية، وانهيار في سلاسل التوريد، وتعطيل متعمد للمنافذ والمرافق الحيوية، بما فيها موانئ تصدير النفط ومحطات توزيع الغاز. ويشير محلّلون اقتصاديون إلى أن "الانفلات الأمني وغياب السلطة الرسمية خلق فراغًا استغله متنفذون في الانتقالي لفرض نفوذهم على موارد الطاقة، وتحويلها إلى ورقة ضغط سياسية".
أين الحل؟
رغم الاحتجاجات اليومية أمام مقرات التوزيع، ومحاولات بعض النشطاء رفع شكاوى جماعية، إلا أن السلطات الجديدة – أو ما بات يُعرف بـ"الإدارة الانتقالية" – لم تُبدِ أي جدية في معالجة الأزمة، بل وتتعمد الصمت، في مشهد يُذكر بأسوأ فصول الحرب التي عاشها اليمنيون طوال العقد الماضي.
وتسود مخاوف من أن تمتد الأزمة إلى باقي المحافظات الجنوبية التي يسيطر عليها الانتقالي، خاصة في ظل غياب أي رؤية واضحة لإدارة الخدمات الأساسية أو تأمين سلاسل الإمداد.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news