في حادثة صادمة هزت أركان قرية نائية، لقى شاب يمني مصرعه على يد شقيقه، في واقعة تضاف إلى سلسلة متصاعدة من جرائم العنف الأسري التي تعصف باليمن، وتكشف عن عمق التدهور الأمني والاجتماعي في المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي.
أفادت مصادر محلية بأن الشاب "صابر حمود سعيد" قد قُتل برصاصة طائشة أطلقها شقيقه "زايد" عقب نشوب خلاف عائلية بينهما في قرية "شرود" التابعة لمديرية شرعب الرونة، الواقعة شمال غرب محافظة تعز.
وبحسب التفاصيل الأولية، فإن خلافاً عادياً اندلع بين الشقيقين حول أمور شخصية، لكنه سرعان ما احتدم وتصاعد بشكل مفاجئ وغير متوقع، ليتحول إلى اعتداء عنيف انتهى بإطلاق النار.
سقط الشاب صابر صريعاً في الحال، تاركاً خلفه صدمة عنيفة أثارت حزناً وغضباً واسعين بين أهالي القرية الذين لم يصدقوا أن خلافاً أسرياً يمكن أن ينتهي بهذه الفجيعة.
في أعقاب الجريمة، خيمت حالة من الذهول والحزن على القرية الصغيرة، حيث يعتبر مثل هذا الحدث ضربة قاسية للنسيج الاجتماعي المترابط الذي طالما تميزت به المجتمعات اليمنية.
أصوات الصمت الرهيبة حلّت محل أزيز الرصاصة، وجرح غائر لم يقتصر على أسرة الضحية، بل امتد ليشمل مجتمعاً بأكمله يتساءل عن الأسباب التي تقود شقيقين إلى هذا المصير المأساوي.
هذه الواقعة ليست مجرد حادث فردي أو عابر، بل تأتي لتضيف فصلاً جديداً ومؤسفاً إلى سجل الجرائم الأسري المتزايدة في اليمن، خصوصاً في المناطق التي تشهد انهياراً للنظام الأمني وغياباً شبه كامل للقانون، وهو الوضع السائد في مناطق سيطرة الحوثيين.
يُعد انتشار الأسلحة بشكل واسع بين المدنيين، وتآكل القيم المجتمعية، وتراجع دور مؤسسات الدولة، عوامل رئيسية تغذي هذا النوع من الجرائم.
فالخلافات التي كانت في الماضي تحل عبر التشاور والتحكيم العشائري، أصبحت اليوم تنتهي بالدماء في لحظة غضب، مما يؤشر إلى أزمة مجتمعية عميقة تتطلب حلاً جذرياً.
تظل هذه الجريمة شاهداً صارخاً على الأثر الكارثي الذي يتركه الصراع المستمر على أبسط مؤسسات المجتمع، وهي الأسرة، وتضع المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية أمام مسؤولياتهم في الضغط لإنهاء معاناة الشعب اليمني الذي يعاني من ويلات الحرب والعنف من جميع الجوانب.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news