هزت انفجارات عنيفة ومتلاحقة مساء اليوم مناطق في محافظة البيضاء، على إثر قيام مليشيا الحوثي بعملية تفجير منهجية ومدمرة للطرقات الحيوية التي تربط مديرية مكيراس بمنطقة عقبة ثرة.
التفجيرات، التي دوت أصداؤها في مساحات شاسعة، لم تكن مجرد حادث عابر، بل جاءت كجزء من خطة مدروسة تهدف إلى قطع أحد أهم الشرايين التي تربط بين المناطق الشمالية والجنوبية من البلاد.
ويشكل الطريق المستهدف محوراً لوجستياً واستراتيجياً بالغ الأهمية، حيث لا يقتصر دوره على تسهيل حركة المدنيين والتجارة فحسب، بل يمثل شريان الحياة الرئيسي لوصول الإمدادات الغذائية والدوائية والمساعدات الإنسانية إلى عشرات الآلاف من الأسر في المناطق المحيطة.
هذا العمل المدمر يضع حداً لهذا التدفق، مما يثير مخاوف جدية من وقوع أزمة إنسانية متصاعدة في ظل توقف شبه تام لحركة المرور.
تأتي هذه الخطوة التصعيدية ضمن سياق أوسع لنزاع مستمر، وتُفسر على أنها محاولة لتغيير الديناميكيات العسكرية على الأرض عبر فرض سيطرة فعلية وعزل مناطق جغرافية واسعة.
إن قطع هذا الممر الحيوي لا يعني فقط تعطيل الحياة اليومية للسكان، بل يمهد أيضاً لأي تحركات عسكرية مستقبلية قد تكون في الأفق، مما يضع المنطقة بأكملها على حافة مواجهة جديدة قد تكون الأعنف منذ فترات.
الآثار المترتبة على هذا التفجير تتعدى الجانب العسكري المباشر لتمس نسيج الحياة الاجتماعية والاقتصادية. فالأسواق تتأثر، ووصول المرضى إلى المستشفيات يصبح مهمة شبه مستحيلة، وتتوقف سلاسل الإمداد التي يعتمد عليها السكان في معيشتهم اليومية.
إنها رسالة واضحة مفادها أن الأوضاع تتجه نحو المزيد من التعقيد والتأزم، في وقت تطالب فيه الأطراف الدولية والإنسانية بضمان حماية المدنيين والبنى التحتية المدنية. تظل الأنظار الآن مسلطة على محافظة البيضاء، التي تحولت إلى بؤرة جديدة للتوتر قد تحدد مسار الأحداث القادمة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news