قال رئيس مؤسسة برّان الإعلامية الصحفي اليمني "محمد الصالحي" الأربعاء 10 ديسمبر/ كانون الأول 2025م، إن التصعيد العسكري الذي ينفذه المجلس الانتقالي الجنوبي في المحافظات الشرقية "يهدف إلى فرض أمر واقع بقوة السلاح".
وأوضح "الصالحي" في مداخلة تلفزيونية مع قناة “الحدث” أن الانتقالي يسعى منذ تأسيسه لاحتكار تمثيل القضية الجنوبية، رغم وجود قوى وتيارات جنوبية مختلفة تعارض مشروعه السياسي، وهو ما أدى برأيه إلى "حرف بوصلة المعركة الأساسية بعد نقل السلطة للمجلس الرئاسي".
وأضاف: "الهجوم على حضرموت والمهرة، استهداف لأبناء الجنوب أنفسهم، وتسبب في سقوط ضحايا من أبناء تلك المناطق"، متسائلاً: “فعن أي جنوب يتحدث الانتقالي؟”. واعتبر أن ما يقوم به المجلس اليوم "انحراف خطير عن البوصلة التي كان يفترض أن تتجه نحو الحوثيين".
ولفت "الصالحي" إلى أن ما حدث في المحافظات الشرقية تخلله نهب لأسلحة ثقيلة من معسكرات المنطقة العسكرية الأولى، محذراً من تسربها إلى جماعات إرهابية، وهو الأمر ذاته حذرت منه قوات النخبة الحضرمية وأقرت بتورط أفرادها وضباطها في عمليات النهب والبيع.
وحذّر من أن استمرار هذا النهج يصب في مصلحة الحوثيين وحدهم، اللذين قال إنهم يتابعون المشهد من صنعاء "بابتسامة"، مستغلين حالة التشظي داخل صفوف الشرعية، في وقت تدفع فيه إيران الجماعة لإدارة تحركاتها عسكرياً بشكل منظم.
وأشار إلى حشود الحوثي على جبهات تعز والضالع ومأرب مؤخراً، قائلاً: "أي خلاف داخل الشرعية هو رصيد إضافي للحوثي الذي يتحرك بخطة موحدة بينما تغرق الشرعية في صراع داخلي".
ولفت إلى أن اتفاق الرياض تضمّن إعادة هيكلة القوات العسكرية ودمجها تحت وزارة الدفاع اليمنية، إلا أن المجلس الانتقالي هو الطرف الذي عرقل تنفيذ هذا البند، ما أدى إلى استمرار وجود تشكيلات مسلحة خارج إطار المؤسسة العسكرية الرسمية.
وأكد الصالحي أن السعودية دعمت الشرعية منذ اليوم الأول وقدمت مساعدات ضخمة واستثمارات للحيلولة دون انهيار الاقتصاد، ولن تقبل بوجود تشكيلات مسلحة منفلتة على حدودها، مضيفاً أن المنطقة الشرقية تمثل شريطاً حدودياً واسعاً مع المملكة، ولذلك فإن التحركات العسكرية خارج إطار الشرعية هناك تمثل تهديداً مباشراً للأمن والاستقرار.
وحول موقف مجلس القيادة الرئاسي، أوضح "الصالحي" أن آمال اليمنيين التي عُقدت عليه تراجعت بسبب الخلافات داخل المجلس، رغم تشكيله بدعم من القوى الفاعلة على الأرض، وسط تطلع شعبي لمرحلة سلام أو خيار عسكري في حال تعنت الحوثيين.
وأضاف أن هناك مواقف داخل المجلس دعمت تحركات الانتقالي في المحافظات الشرقية، قائلاً: "مؤسف أن أعضاء في المجلس الرئاسي كانوا مؤيدين لما قام به الانتقالي، مثل البحسني والمحرمي وطارق صالح، وهذا يهز الثقة بالمجلس ويضرب مهمته في حماية وحدة البلاد".
وانتقد "الصالحي" هذه المواقف وتأييد تحركات الانتقالي في حضرموت، معتبراً أن ذلك يساهم في تمزيق البلد وشرعنة تشكيلات عسكرية خارج إطار الدولة، وهو ما يتناقض مع القسم الذي أدوه بالحفاظ على وحدة اليمن وسلامة أراضيه.
وأوضح أن المواطن اليمني يعيش معاناة مضاعفة، بين الانتهاكات في مناطق الحوثيين والانهيار الاقتصادي في المحافظات المحررة، وكان ينتظر من المجلس تقديم حلول وإنجازات تلامس تلك المعاناة، إلا أن التجاذبات داخل المجلس انعكست سلباً على أدائه.
وأشار إلى أن جهود السعودية، التي بُذلت سابقاً لتجاوز الخلافات داخل المجلس، تواجه اليوم تحدياً أكبر بعد التطورات الأخيرة في حضرموت، ما أضعف الثقة بأداء المجلس.
ودعا القيادات السياسية في مجلس القيادة الرئاسي والبرلمان والمكونات الأخرى إلى توحيد الصف وإنهاء التوتر في المناطق الشرقية وإعادة الأوضاع إلى طبيعتها، مؤكداً أن استمرار تلك القوات في حضرموت سيصب مباشرة في مصلحة الحوثيين ويضعف موقف الشرعية داخلياً وخارجياً.
وختم "الصالحي" حديثه بالقول إن مسؤولية القيادة اليوم هي أمام التاريخ وأمام الشعب اليمني وأمام الأشقاء الذين وقفوا إلى جانب اليمن، وعلى الجميع التعامل مع هذه المرحلة بحكمة تمنع الانهيار وتعيد توجيه المواجهة نحو من يشكل الخطر الحقيقي على اليمنيين.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news