تعيش محافظة المهرة خلال الفترة الأخيرة اضطرابات حادة في خدمة الكهرباء، نتيجة توقف إمدادات الوقود القادمة من "بترو المسيلة". ومن محافظة مأرب، جراء الصراع الدائر في حضرموت بين حلف قبائل حضرموت والمجلس الانتقالي الجنوبي، وسيطرة الأخير على أجزاء واسعة من المحافظة.
في 9 نوفمبر الماضي، أعلنت المؤسسة العامة للكهرباء عن تقليص ساعات التشغيل من الساعة السابعة مساءً إلى ثلاث ساعات فقط يوميًا لكل خط، نتيجة عدم توفّر كميات كافية من الوقود.
كما أوضحت المؤسسة في بيان آخر صدر بتاريخ 6 ديسمبر الجاري أن تشغيل التيار الكهربائي سيشهد تأخيرًا عن الجدول المعتاد بسبب شح الوقود اللازم لتشغيل المحطات وفق البرنامج السابق.
ومع استمرار الصراع في حضرموت وتوقف القواطر المخصصة لنقل الوقود، لمحافظة المهرة، تتزايد المخاوف من دخول المهرة في مرحلة أكثر تعقيدًا من أزمة الكهرباء، في ظل غياب حلول عاجلة ومستدامة.
*أزمة متفاقمة*
وتعليقا على ذلك، يقول الصحفي مراد العوبثاني من أبناء محافظة المهرة إن:" تكرار انقطاع الكهرباء خلال الفترة الأخيرة يعود بشكل رئيسي إلى الصراع الدائر في محافظة حضرموت، حيث أدى إلى تعثر وصول قاطرات الديزل المخصصة لتغذية محطة كهرباء المهرة".
وأوضح العوبثاني أن منظومة الكهرباء في المهرة تعتمد بالكامل على الديزل، وأن توقف القاطرات القادمة من "بترو المسيلة" أو من محافظة مأرب تسبب في انخفاض مخزون الوقود، وفقا لما أكدته المؤسسة العامة للكهرباء، مما دفعها إلى تقليص ساعات التشغيل".
وأضاف لـ" المهرية نت" أن:" الكهرباء كانت تعمل في الفترة الماضية من الساعة 12 ظهرًا حتى الساعة الخامسة فجرا بنظام تشغيل ساعتين مقابل ساعتين توقف، أما الآن فلا تتجاوز فترة التشغيل المجملة ثلاث أو أربع ساعات يوميًا وبشكل متقطع".
وأشار إلى أن" تراجع ساعات تشغيل الكهرباء أثّر بشدة على حياة المواطنين، خصوصًا العاملين والتجار الذين تعتمد أعمالهم على الكهرباء".
وفي ما يتعلق بالمشتقات النفطية في الأسواق، ذكر العوبثاني أن:" الأزمة غير قائمة حاليًا، وأن الوقود متوفر، إلا أن المخاوف الشعبية تتزايد من احتمال تكرار ما حدث مع الكهرباء، على الرغم من الآمال بألّا تشهد المحافظة أزمة جديدة".
ونوه إلى أن" اللجوء إلى الطاقة الشمسية لم يكن حلًا كافيًا بالنسبة للكثير من الأسر، نتيجة ضعف البطاريات المتضررة من قلّة التشغيل، فضلًا عن عدم قدرة عدد كبير من المواطنين على شراء معدات الطاقة البديلة، خاصة المتضررين من توقف المرتبات".
واختتم حديثة بالقول" الحياة اليومية للمواطنين تأثرت بشكل كبير نتيجة هذه الأزمة". مشيرًا إلى أنهم سبق أن " ناشدوا السلطة المحلية لإيجاد حلول جادة، وكانوا يأملون بتنفيذ مشروع الطاقة الشمسية المعلن عنه سابقًا، لكنه لا يزال مجرد وعود دون تنفيذ فعلي على أرض الواقع".
*كابوس صامت*
بدوره، يقول وليد إسماعيل، مدير الإحصاء في مستشفى الغيضة المركزي، إن:" انقطاع الكهرباء المتكرر في مدينة الغيضة تحول إلى "كابوس صامت". يهدد حياة الفئات الأكثر ضعفًا، رغم استمرار عمل المستشفى بالمولدات الاحتياطية".
وأفاد إسماعيل بأن:" الأزمة تبدأ من داخل المنازل، حيث يعجز المواطنون - بسبب الفقر وارتفاع الأسعار – عن نقل المرضى أو توفير وسائل التبريد الأساسية، مما يعرض كبار السن ومرضى الجهاز التنفسي والأطفال والحوامل لمضاعفات خطيرة تشمل الإجهاد الحراري وتدهور الأمراض المزمنة وفساد الأغذية والأدوية".
وأضاف لـ" المهرية نت" أن:" محدودية قدرة المستشفى على الاستيعاب تُفاقم الوضع، خصوصًا مع ارتفاع درجات الحرارة وتزايد الحالات الطارئة".مشيرًا إلى أن " أزمة الكهرباء أصبحت عاملًا مباشرًا في تهديد ما تبقى من "الحياة الكريمة" في المدينة".
وأكد إسماعيل أن:" الحل يتطلب معالجات مستدامة، أبرزها تمكين المواطنين من الحصول على منظومات الطاقة الشمسية بنظام تقسيط ميسر، إلى جانب التوسع في برامج التشجير وإنشاء الحدائق للحد من تأثير الحرارة وتقليل الحاجة للطاقة".
وختم حديثه بالقول إن:" الكهرباء لم تعد خدمة ثانوية، بل حق أساسي لحماية حياة السكان وصون كرامتهم في الغيضة".
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news