صدم أهالي قرية دنوشر التابعة لمركز المحلة الكبرى بمحافظة الغربية صباح اليوم بحادث مأساوي هز الأرجاء، بعدما اشتعلت النيران داخل إحدى أكبر مزارع الدواجن بالقرية، ليتحوّل هدوء الفجر إلى حالة من الفزع والحزن عقب نفوق أكثر من 7 آلاف دجاجة كانت على وشك الخروج للأسواق خلال أيام.
حريق هائل يلتهم مزرعة دواجن بدأت فصول الواقعة الدامية عندما لاحظ العمال بالمزرعة تصاعد أدخنة كثيفة من داخل أحد العنابر، ومع اقترابهم لمحاولة فهم ما يحدث كانت ألسنة اللهب قد بدأت تتوحش وتلتهم المكان بسرعة فائقة. لم يترددوا لحظة في إبلاغ قوات الحماية المدنية، التي انتقلت على الفور بعدد من سيارات الإطفاء، بينما فرضت الأجهزة الأمنية كردونا محكما حول الموقع للسيطرة على الموقف والحيلولة دون وقوع إصابات بين الأهالي.
الخطورة الكبرى للحريق ترجع بحسب المعاينة الأولية إلى طبيعة المواد
المستخدمة في تدفئة الدواجن خلال فصل الشتاء، حيث ساهمت في تغذية النيران وانتشارها بشكل يصعب السيطرة عليه لتفشل أي محاولة مبكرة لإنقاذ الطيور المحتجزة داخل العنابر، وتتحول المزرعة في دقائق إلى كتلة من النار والدخان.
وكشفت التحقيقات الأولى أن السبب يرجع إلى تسريب غاز داخل إحدى أسطوانات التدفئة، تسبب في انفجار لحظي أطلق شرارة الحريق الكبرى، في وقت كانت العنابر ممتلئة بمواد قابلة للاشتعال، ما جعل كارثة النفوق أمرًا محتوما لا يمكن تفاديه.
الخسائر لم تكن مجرد أرقام على الورق بل صدمة موجعة لصاحب المشروع الذي كان ينتظر جني ثمار شهور من العمل الشاق قبل تسويق الدفعة. وبوقوع هذه الخسارة الفادحة فقدت القرية جزءا مهما من ثروتها الداجنة، خاصة أن تربية الدواجن تمثل مصدر رزق رئيسيا لعدد كبير من الأسر.
وفيما تستكمل النيابة العامة تحقيقاتها بعد تحرير محضر رسمي بالواقعة، بدأت لجان فنية مختصة فحص الموقع وإعداد تقرير شامل بشأن مدى الالتزام بإجراءات السلامة داخل المزرعة، مع التشديد على ضرورة
مراجعة أنظمة التأمين والتدفئة داخل عنابر تربية الدواجن خلال الشتاء، لتفادي تكرار مثل تلك الكوارث التي لا تلحق الضرر بالاقتصاد فحسب، بل تترك جراحًا إنسانية عميقة في نفوس أصحابها والعاملين فيها.
ورغم نجاح قوات الحماية المدنية في محاصرة الحريق ومنع امتداده لمزارع أخرى مجاورة، إلا أن حجم الخسائر جعل من هذا اليوم واحدًا من أكثر الأيام قسوة على أهالي دنوشر، الذين وقفوا يشاهدون مصدر رزقهم يحترق أمام أعينهم دون حول ولا قوة
آملين أن تكون هذه الحادثة جرس إنذار يعيد الانتباه لأهمية تطبيق قواعد الأمان داخل هذا القطاع الحيوي.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news