أكد مصدر سعودي مطلع، الثلاثاء 9 ديسمبر/كانون الأول 2025م، رفض المملكة العربية السعودية "القاطع" لتواجد المجلس الانتقالي الجنوبي في محافظة حضرموت (شرقي اليمن)، في ظل استمرار تعنت الانتقالي ورفضه كل جهود التهدئة وتطبيع الأوضاع.
المصدر قال في حديث لـ"بران برس"، مفضلاً عدم الكشف عن اسمه كونه غير مخول بالحديث للإعلام، إن السعودية ترفض قطعيًا سيطرة الانتقالي الجنوبي، على محافظة حضرموت، وأنها تعمل حالياً على حل الأمر سلمياً لإخراج قوات المجلس منها.
وأشار إلى أن لدى المملكة خيارات أخرى وأوراق قد تلجأ لاستخدامها في حال استمر المجلس الانتقالي في تعنته ورفضه للحلول السلمية والتي تطرحها المملكة لتجنيب المحافظة التصعيد والانزلاق إلى دوامة العنف، دون أن يفصح عن ماهية تلك الأوراق التي لوّح باستخدام المملكة لها.
رسالة وموقف صلب
ولفت المصدر إلى أن استمرار الوفد السعودي في حضرموت "رسالة واضحة للانتقالي بعدم قبولهم، ورفض تواجدهم في المحافظة الحدودية مع المملكة مهما كان ثمن ذلك".
وفي وقت سابق اليوم، وصل الوفد السعودي إلى منطقة "الخشعة" بمعية محافظ حضرموت "سالم الخنبشي" للقاء وجهاء ومشائخ قبائل وادي حضرموت، بعد ساعات من ترويج ناشطي المجلس الانتقالي لمغادرته ومنعه من عبور منطقة الوادي.
وصول الوفد السعودي إلى منطقة "الخشعة" يأتي في سياق تحشيده دعم قبلي لموقف الرياض الرافض لتواجد الانتقالي في حضرموت، وفق المصدر الذي اعتبر الزيارة للخشعة "رسالة واضحة على صلابة الموقف السعودي الساعي لإخراج قوات الانتقالي من المحافظة".
وعن موقف الإمارات مما يحصل، قال المصدر لـ"بران برس"، إن أبو ظبي تظهر لقيادة المملكة عدم علاقتها بتحركات المجلس الانتقالي، في حين أن المملكة تدرك جيداً دعمها ووقوفها وراء تلك التحركات والرفض والتعنت لجهود المملكة لتطبيع الأوضاع وإنهاء التوتر.
وأمس الاثنين، قال مسؤول إماراتي لوكالة "رويترز" إن موقف بلاده من اليمن “يتماشى مع موقف المملكة العربية السعودية في دعم العملية السياسية” القائمة على المبادرات الخليجية وقرارات الأمم المتحدة، إلا أنه لم يتطرق المسؤول بشكل مباشر إلى تحركات المجلس الانتقالي الجنوبي في المحافظات الشرقية.
تعنت وتحدي
وفي وقت سابق اليوم، قال رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي "عيدروس الزُبيدي"، إن المرحلة القادمة ستكون مرحلة عمل مكثّف، لبناء مؤسسات دولة الجنوب العربي القادمة، الأمر الذي يراه مراقبون تحدٍ للجهود السعودية والدعم الدولي لوحدة اليمن.
وذكر "الزُبيدي" خلال لقائه قيادات المجلس الانتقالي الجنوبي، أن الجنوب يقف اليوم أمام مرحلة مصيرية ووجودية فرضتها معادلات الواقع السياسي والعسكري، مشيراً إلى أن دولة الجنوب العربي القادمة ستكون دولة عادلة وحاضنة لجميع أبناء الجنوب، قائمة على مبدأ الشراكة الوطنية.
وأشاد رئيس المجلس الانتقالي بما وصفه بـ"الدعم الكبير" الذي قدمه التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات، وجهودهم السياسية والعسكرية التي قال إنها أسهمت في تثبيت الأمن والاستقرار، وتأكيدهم الدائم على احترام إرادة شعوب المنطقة.
وكان المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي يسعى للانفصال، قد أعلن سيطرته على مناطق واسعة شرق وجنوب البلاد، بما في ذلك مدينة عدن المعلنة عاصمة مؤقتة للبلاد التي كانت مقرًا للحكومة المعترف بها دوليًا منذ 10 سنوات، وذلك عقب اجتياح قواته لمحافظة حضرموت وتسلّمه محافظة المهرة.
لا غطاء سياسي
وفي ظل هذه التطورات، اتهم رئيس مجلس القيادة الرئاسي "رشاد العليمي" المجلسَ الانتقاليَّ الجنوبي، الذي يقوده عيدروس الزُبيدي، بتقويض سلطة الحكومة الشرعية ومستقبل العملية السياسية في اليمن، بخرق مرجعيات المرحلة الانتقالية.
وأكد رئيس مجلس القيادة الرئاسي، خلال لقائه بسفراء الدول الراعية للعملية السياسية في اليمن، أمس الاثنين، أن الخطوات الأحادية التي اتخذها المجلس الانتقالي الجنوبي تُشكّل خرقًا واضحًا لمرجعيات المرحلة الانتقالية، وتهديدًا صريحًا لوحدة القرارين الأمني والعسكري.
ودعا "العليمي" المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف موحّد برفض منازعة الحكومة لسلطاتها الحصرية، وممارسة ضغط علني لعودة القوات الوافدة من خارج محافظتَي حضرموت والمهرة، ودعم جهود الدولة للقيام بواجباتها الدستورية، وتعزيز جهود التهدئة، ومنع تكرار التصعيد.
كما جدّد “العليمي” التأكيد على أن موقف مجلس القيادة الرئاسي واضح في تجاربه السابقة بعدم توفير الغطاء السياسي لأي إجراءات أحادية خارج الإطار المؤسسي للدولة، متى ما توفرت الإرادة الوطنية والإقليمية والدولية الصادقة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news