قالت مصادر يمنية إن ميليشيا الحوثي دفعت خلال الأيام الماضية بتعزيزات عسكرية جديدة من صنعاء وذمار إلى خطوط التماس في محافظتي الضالع وتعز، في تحركات أثارت مخاوف من تجدد القتال في ظل تعثر المساعي السياسية.
وأضافت المصادر أن التعزيزات شملت عشرات العربات العسكرية وشاحنات تقل مئات المقاتلين المجندين حديثاً، جرى استقطابهم عبر حملات تجنيد قسرية في مناطق خاضعة لسيطرة الجماعة، ووصلوا على دفعات متتالية إلى الجبهات الجنوبية والغربية.
وأوضحت أن محافظة ذمار شهدت تحرك أكثر من 11 آلية عسكرية وثماني شاحنات محملة بمقاتلين نحو جبهات الضالع خلال اليومين الماضيين، بالتزامن مع تعزيزات مماثلة دُفعت إلى الجبهات الشمالية لمحافظة تعز.
وقال شهود عيان في محافظة إب إنهم شاهدوا مرور قوافل عسكرية حوثية متجهة إلى الضالع عبر الطريق الرابط بين المحافظتين، بعضها تقل مقاتلين يرتدون الزي العسكري.
ويرى مراقبون أن هذه التحركات تشير إلى استعداد الجماعة لمرحلة تصعيد جديدة، في وقت يشهد فيه المسار السياسي جموداً، وسط تحذيرات أممية من تراجع فرص السلام.
وترافقت التعزيزات مع استحداث مواقع عسكرية جديدة وشق طرق فرعية لتسهيل حركة الإمدادات، إضافة إلى تحليق مكثف للطائرات المسيرة في محيط خطوط التماس، وفق مصادر عسكرية قالت إن اشتباكات متقطعة سُجلت في عدد من محاور الضالع.
وتتهم الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً جماعة الحوثي باستغلال فترات التهدئة لإعادة تنظيم قواتها وتعزيز قدراتها البشرية والعسكرية. وتشير بيانات للجيش اليمني إلى تسجيل أكثر من 1900 خرق للتهدئة خلال أقل من أسبوعين، بينها نحو 50 خرقاً في جبهات الضالع، فيما توزعت بقية الخروقات بين مأرب وتعز والحديدة.
وفي محافظة تعز، أفادت مصادر عسكرية بمقتل جنديين من اللواء 22 مشاة خلال اشتباكات في الجبهة الشرقية للمدينة، في وقت واصلت فيه الجماعة إرسال تعزيزات بشرية وآليات قتالية إلى محيط المدينة، واستحدثت معسكراً جديداً في شمالها.
وأضافت المصادر أن قصفاً استهدف مناطق سكنية في تعز أدى إلى إصابة طفلين، في استمرار لنمط من الهجمات التي تطال الأحياء المدنية في المدينة المحاصرة منذ سنوات.
ويحذر مراقبون من أن تؤدي هذه التحشيدات إلى اشتعال جولة واسعة من القتال في الضالع وتعز، في وقت يعاني فيه اليمن واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news