في قصة إنقاذ تؤكد على التطور الملحوظ في القطاع الصحي بمحافظة حضرموت، تمكن فريق من الجراحين المتخصصين في مركز "نبض الحياة" لأمراض وجراحة القلب بمدينة المكلا، من إعادة الأمل إلى حياة سيدة في عقدها الرابع، بعد أن خضعت لعملية قلب مفتوح معقدة ونادرة، تكللت بفضل الله ثم بجهود الفريق الطبي بالنجاح التام.
كانت المريضة تعاني منذ عدة أشهر من أعراض مزمنة ومقلقة، تمثلت في ضيق شديد في التنفس يصل إلى حد الاختناق عند بذل أقل مجهود، مصحوبًا بحمى غير مفسره وإرهاق شديد ووهن عام في الجسم.
أدت هذه الأعراض إلى تدهور خطير في حالتها الصحية، مما أفقدها القدرة على ممارسة حياتها اليومية الطبيعية، وأدخلها في دائرة من القلق والمعاناة أثرت على حياتها وحياة أسرتها.
وعند وصولها إلى مركز "نبض الحياة"، تم استقبالها من قبل فريق طبي متكامل بقيادة استشاري جراحة قلب الكبار، الدكتور محمد التغلبي، رئيس قسم الجراحة بالمركز.
وبعد إجراء سلسلة من الفحوصات السريرية الدقيقة والأشعة المتخصصة، مثل تخطيط صدى القلب، كُشف النقاب عن السبب الجذري لتدهور حالتها: وجود ورم كبير في القلب (ورم أذيني)، يشغل معظم مساحة الأذين الأيسر، ويتدلى جزء منه عبر الصمام الميترالي ليصل إلى البطين الأيسر.
هذا الورم لم يكن مجرد كتلة صامتة، بل كان يشكل خطرًا داهمًا على حياتها؛ حيث تسبب في ارتجاع شديد في الصمام الميترالي، بالإضافة إلى تضيق وظيفي خطير، مما أعاق تدفق الدم بكفاءة من القلب إلى بقية أعضاء الجسم، ووضعها تحت خطر محدق بالسكتة القلبية المفاجئة أو جلطات دماغية مميتة قد تنتقل عن طريق أجزاء من الورم المتفتت.
نظرًا لخطورة الحالة وتهديد الورم المباشر لحياة المريضة، اتخذ الفريق الطبي قرارًا سريعًا وحاسمًا بالتدخل الجراحي العاجل.
وقال الدكتور محمد التغلبي في تصريح له بهذه المناسبة: "كانت الحالة تحديًا جراحيًا كبيرًا، فالورم كان كبيرًا جدًا ومتوضعًا في مكان حساس، والمهمة كانت مزدوجة: استئصال الورم بالكامل دون ترك أي خلايا قد تتسبب في عودته، وفي نفس الوقت الحفاظ على سلامة ووظيفة الصمام الميترالي، وهو ما يتطلب دقة فائقة وخبرة عالية في التعامل مع مثل هذه الحالات النادرة".
أُجريت العملية الجراحية على الفور في غرفة العمليات المتطورة بالمركز، حيث تم اللجوء إلى استخدام جهاز القلب والرئة الصناعي لإيقاف عمل القلب مؤقتًا وتوفير بيئة آمنة للجراحين.
وببراعة ودقة متناهية، تمكن الفريق الجراحي من استئصال الورم بالكامل، مع التأكد من الحفاظ على سلامة الصمام الميترالي ووظيفته.
وقد تكللت الجهود بالنجاح التام، حيث تم نقل المريضة إلى وحدة العناية المركزة وهي في حالة مستقرة وأجهزتها الحيوية تؤشر على تعافي جيد.
وبعد فترة وجيزة من الرعاية، بدأت المريضة رحلة التعافي، متطلعةً إلى استعادة حياتها الطبيعية بين أحضان أسرتها، بفضل هذا الإنجاز الطبي الذي يضاف إلى سجل نجاحات مركز "نبض الحياة"، ويعكس التقدم الذي تشهده الخدمات الصحية المتقدمة في محافظة حضرموت.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news