يمن إيكو|تقرير:
أعلنت شركة (سي إم إيه سي جي إم) الفرنسية العملاقة للشحن البحري عن إعادة خدمة ملاحية رئيسية تربط بين الشرق الأقصى والغرب، عبر البحر الأحمر، في خطوة اعتبرها سوق الشحن علامة على الاتجاه نحو عودة كاملة لسفن الحاويات إلى باب المندب وقناة السويس، في ظل استمرار وقف إطلاق النار في غزة.
ووفقاً لتقرير نشرته منصة (زينيتا) لتحليل بيانات سوق الشحن مطلع هذا الأسبوع ورصده موقع “يمن إيكو”، فقد أعلنت الشركة الفرنسية عن تفعيل خدمة (إنداميكس) التي تربط بين الهند وباكستان، والساحل الشرقي للولايات المتحدة، عبر قناة السويس.
واعتبرت المنصة أن “هذه خطوة ملحوظة نحو العودة واسعة النطاق لسفن الحاويات إلى منطقة البحر الأحمر”.
ووفقاً للتقرير فإن أول سفينة ستقوم بدورة كاملة ضمن هذه الخدمة عبر قناة السويس ستكون السفينة (فيردي) التابعة للشركة الفرنسية، وستبحر من كراتشي في باكستان إلى نيويورك في 15 يناير.
وأوضحت المنصة أن العودة إلى قناة السويس ستقلل مدة هذه الرحلة بأسبوعين.
وقال بيتر ساند، كبير المحللين في (زينيتا): “ما زلنا بعيدين بعض الشيء عن العودة واسعة النطاق لشحن الحاويات إلى البحر الأحمر، ولكن إعلان (سي إم إيه سي جي إم) عن تفعيل رحلة كاملة من الشرق إلى الغرب عبر السويس هو بالتأكيد خطوة ملحوظة في الاتجاه الصحيح”.
وأضاف: “لقد شهدنا مؤخراً شركات النقل البحري، وخاصة (سي إم إيه) تختبر المياه من خلال عبور قناة السويس في عدد قليل من الرحلات المختارة، وخاصة رحلات العودة إلى آسيا عندما يكون هناك حمولة أقل على متن السفينة”، مشيرة إلى أنه “حتى الآن، كانت عمليات عبور قناة السويس تُجرى على أساس كل حالة على حدة، ويُعد إعلان شركة (سي إم إيه) هذا الأسبوع مهماً لأنه يمثل تغييراً هيكلياً في نموذج الخدمة، بشكل يلزم كل رحلة بعبور قناة السويس”.
وأوضحت المنصة أنه من المقرر أن تقوم أربع سفن أخرى ضمن الخدمة الجديدة بعبور قناة السويس أيضاً.
وأشار التقرير إلى أن العودة إلى قناة السويس ستؤدي إلى تحرير سفينتين من سفن خدمة (إنداميكس).
وقال ساند: “هناك بالفعل فائض في العرض في سوق شحن الحاويات عبر المحيطات، وأسعار الشحن الفوري آخذة في الانخفاض حتى في غياب عودة واسعة النطاق إلى البحر الأحمر، حيث انخفض متوسط أسعار الشحن الفوري على خطوط الشحن الرئيسية من الشرق الأقصى إلى الساحل الشرقي للولايات المتحدة وشمال أوروبا بنسبة 57% و53% على التوالي مقارنةً بالعام الماضي”.
وأضاف: “إذا رأينا شركات نقل أخرى تحذو حذو (سي إم إيه) فستغمر الطاقة الاستيعابية السوق، وقد نشهد انخفاضاً حاداً في أسعار الشحن، وقد يدفع هذا شركات النقل إلى منطقة الخسائر، لكنها ستكون على دراية تامة بهذا الوضع ومستعدة للاستجابة”.
ولا زالت الشركات المرتبطة بإسرائيل مثل (ميرسك) غائبة عن مشهد العودة المتزايدة لسفن الحاويات إلى البحر الأحمر، وقالت شركة (زيم) الإسرائيلية إنها تنتظر ضوءاً أخضر من قطاع التأمين البحري، ولكن خدمة (كبلر) لتحليل البيانات استبعدت مؤخراً أن تقوم شركات التأمين بخفض أقساط المخاطر بالنسبة للسفن والشركات التي كانت معرضة للاستهداف، بسبب هشاشة الوضع الأمني، واحتمال تجدد الصراع في أي لحظة.
وارتفعت حركة عبور السفن في باب المندب وقناة السويس خلال نوفمبر الماضي إلى أعلى مستوى منذ يناير 2024، وفقاً لبيانات نشرتها (لويدز ليست) البريطانية هذا الأسبوع، في مؤشر على تزايد العودة التدريجية لشركات الشحن إلى البحر الأحمر في ظل استمرار وقف إطلاق النار في غزة، والتزام قوات صنعاء بإعلان وقف هجماتها البحرية تماشياً مع الوضع في غزة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news