فضيحة المديرية المنكوبة.. فساد الإغاثة في مظفر تعز يكشف لجانًا بلا ضمير تتلاعب بقوت الجوعى وتنهبهم

اخبار وتقارير

فضيحة المديرية المنكوبة.. فساد الإغاثة في مظفر تعز يكشف لجانًا بلا ضمير تتلاعب بقوت الجوعى وتنهبهم

الأحد - 07 ديسمبر 2025 - 10:42 م بتوقيت عدن

-

تعز - نافذة اليمن - محرم الحاج

تتصاعد شكاوى المواطنين الأشد فقرًا والنازحين في مديرية المظفر بمحافظة تعز من تفشي الفساد والعشوائية في أعمال المسح الميداني للجان المجتمعية المسؤولة عن تسجيل كشوفات المستحقين للمساعدات الإنسانية، وسط غياب تام للرقابة والشفافية وتنسيق الجهود بين المنظمات الإغاثية العاملة في المدينة.

وأكدت مصادر محلية وحقوقية أن معظم اللجان المجتمعية في أحياء المديرية متورطة في التلاعب بكشوفات المسح الميداني للأسر المستحقة، وتمارس أعمالًا يغلب عليها التحيز والمحاباة وسوء السلوك، في ظل غياب الذمة والضمير.

فوضى التسجيل

تشير معلومات مسربة سُمح لنا اليوم الأحد بالاطلاع عليها فقط، إلى أن عملية تسجيل المستحقين للإغاثة تتم بصورة ارتجالية وانتقائية، نتيجة لعدم امتلاك المنظمات قاعدة بيانات دقيقة تحدد الفئات الأشد احتياجًا.

ويقول مراقبون إن غياب التنسيق بين المنظمات أدى إلى تشتيت الجهود وضياع كميات كبيرة من المساعدات، بينما تستمر المعاناة في الأحياء التي لم تشملها برامج التوزيع.

تعتيم وغياب الشفافية

يصف ناشطون الوضع الإغاثي في مظفر تعز بأنه "مغلق ومعتم"، إذ لا تُنشر أي بيانات رسمية حول كميات المساعدات الواردة ولا آليات توزيعها.

وأكدت مصادر أن بعض اللجان تعمد إلى تسجيل أشخاص محددين من ذويهم والمقربين منهم، بينما تحرم أحياء كاملة من حقها في الإغاثة، دون مبرر أو معايير واضحة.

فساد ممنهج وتورط جهات محلية

مصادر مطلعة تحدثت عن فساد كبير في عملية مسح الأسر المستحقة للمساعدات الغذائية التي سيستمر في تقديمها برنامج الغذاء العالمي داخل المديرية، داعية الأجهزة الرقابية في المحافظة إلى فتح تحقيق عاجل في عملية التسجيل الأخيرة، التي حولت المساعدات إلى مصدر كسب غير مشروع.

وطالبت منظمات المجتمع المدني بتشكيل فرق رقابة ميدانية مستقلة للتحقق من نزاهة فرق التسجيل، مشيرة إلى أن الفساد القائم حرم آلاف الأسر من المساعدات الغذائية، فيما تذهب المعونات إلى جيوب الفاسدين والسماسرة.

شهادات صادمة من النازحين

النازح محمد أمين من منطقة الحصب قال: “ما يحدث عبث ومتاجرة بالمواد الإغاثية، فهناك أسماء وهمية تُسجل وتُباع قوائمها للتجار، بينما يموت الفقراء جوعًا”.

وأضاف: “الإغاثة تُصرف بالقطارة وبإهانة، وتذهب لغير مستحقيها، والقائمون عليها بلا ضمير، يبيعونها في السوق السوداء”.

من جانبه، أوضح النازح سعيد محمد من الحديدة أن “القائمين على الإغاثة جعلوها ساحة للابتزاز والمحسوبية، فهم يتعاملون معنا باحتقار ويمنحون المساعدات للأقربين فقط”.

أما النازحة أم هيام، وهي أم لسبعة أطفال، فقالت: “نعيش أوضاعًا مأساوية، لا نملك أي دخل، والإغاثة تُوزع وفق مصالح ضيقة، بلا شفافية ولا عدالة، وسط طول إجراءات مهين”.

وأضاف النازح محمود عبدالله أن “الإغاثة لا تشمل كل الأحياء، فهناك مناطق تتكدس فيها المساعدات وأخرى لم يصلها شيء منذ شهور، رغم مناشدتنا المتكررة للقائمين عليها”.

وفي السياق ذاته، قال عبدالعزيز الصبري، رب أسرة نازحة من الدريهمي: “ما يجري مهزلة بكل المقاييس.. فساد ومحسوبية وتوزيع عشوائي، الإغاثة تُباع في السوق السوداء بينما الفقراء يتضورون جوعًا”.

وتحدثت أم أحمد المصابة بالسرطان بمرارة: “نحتاج أيضًا إلى علاج ودعم صحي، لكن لا أحد يهتم، التسجيل عشوائي والبيانات متكررة، وهناك عبث متعمد بحرمان المحتاجين الحقيقيين”.

مطالب بالتحقيق والمحاسبة

ودعا المواطنون في مظفر تعز السلطات المحلية والمنظمات الدولية إلى فتح تحقيق شامل في قضايا الفساد والتلاعب بقوائم التسجيل، ومحاسبة القائمين على تلك اللجان، مؤكدين أن استمرار الوضع الحالي “يُهدر الجهود الإنسانية ويعمّق معاناة النازحين والفقراء في المدينة”.

الاكثر زيارة

اخبار وتقارير

تسريبات تكشف مرتكزات التسوية الشاملة: رئيس جنوبي وعدن عاصمة إدارية ونظام ات.

اخبار وتقارير

تحذيرات من انهيار وشيك في مأرب بعد انسحاب دولي.

اخبار وتقارير

انفجار غامض يهزّ صنعاء وسكان يغادرون منازلهم.. وسط صمت حوثي.

اخبار وتقارير

أول حديث حوثي عن شكل الدولة بعد تحرك الانتقالي: من اندماجية إلى فيدرالية.