يشهد الجنوب اليوم حالة من الزخم الشعبي والسياسي غير المسبوق، تُوصف بأنها “اللحظة الفاصلة” في مسار قضيته التحررية الممتدة منذ ثلاثة عقود. إذ تتسع رقعة الحراك الجماهيري والرسمي في مختلف محافظات الجنوب، مؤكدين عدالة مطالبهم بإعلان دولتهم المستقلة كاملة السيادة، استجابةً للتطلعات الشعبية المتنامية، ووفقاً للإرادة الراسخة التي أحياها المواطنون في الساحات والميادين.
*تظاهرات واسعة
وتشهد العاصمة عدن ومحافظات حضرموت (الوادي والساحل) والمهرة وشبوة ولحج وأبين فعاليات جماهيرية واعتصامات شعبية تُعد الأكبر منذ سنوات تؤكد تأييدها الكامل للمجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي في قيادة المرحلة واستعادة دولة الجنوب العربي الفيدرالية، مطالب واضحة تعلن التفويض الشعبي الكامل للقيادة السياسية، ممثّلة بالرئيس القائد عيدروس الزُبيدي، إلى اتخاذ القرار التاريخي بإعلان دولة الجنوب العربي، تعبيراً عن الواقع السياسي والعسكري المسيطر على الأرض، وانسجاماً مع الإرادة الشعبية التي تتجدد يومياً.
اقرأ المزيد...
محافظ المهرة يرحب بالقوات الجنوبية ويؤكد أهمية توحيد الجهود للحفاظ على الأمن والاستقرار بالمحافظة
7 ديسمبر، 2025 ( 9:27 مساءً )
اجتماع تنسيقي لدعم التعليم الفني بالعاصمة عدن
7 ديسمبر، 2025 ( 9:16 مساءً )
ويؤكد المشاركون في الاعتصامات أن الجنوب اليوم يعيش حالة من الوعي الجمعي المرتفع، وأن مرحلة الانتظار قد انتهت، وأن اللحظة باتت مواتية لاتخاذ القرار المصيري باستعادة الدولة الفيدرالية المستقلة.
*جذور قضية شعب الجنوب
يستند الحراك الشعبي إلى جذور تاريخية وسياسية عميقة، تعكس معاناة أبناء الجنوب على مدى أكثر من 30 عاماً، منذ وحدة 1990م التي تحولت لاحقاً إلى واقع من الهيمنة والاستنزاف والتهميش.
وقد شهد الجنوب خلال العقود الماضية سلسلة من الأزمات السياسية والاقتصادية والخدمية والأمنية، دفعت شعبه إلى التمسك بحق تقرير المصير وفقاً للمواثيق الدولية، والقانون الدستوري الذي يمنح الشعوب حق استعادة دولها متى انتفت الشراكة أو تحولت إلى أداة للظلم والاضطهاد.
ويرى مراقبون أن المشهد الجنوبي اليوم يعيد زخم مراحل النضال التحرري الأولى، لكنه يأتي هذه المرة في ظل واقع سياسي وعسكري أكثر رسوخاً، ومؤسسات جنوبية فاعلة أبرزها المجلس الانتقالي الجنوبي والقوات المسلحة الجنوبية التي فرضت حضورها على الأرض.
*رسائل مباشرة
ووجّهت الحشود الجماهيرية الجنوبية من ساحات الاعتصام رسائل واضحة إلى دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، وإلى المجتمع الدولي والدول الشقيقة والصديقة، مطالِبة باحترام الإرادة الشعبية الجنوبية وحقها المشروع في استعادة دولتها.
كما تدعو الجماهير والحشود الجنوبية الرؤساء العرب، وقادة الدول الدائمة في مجلس الأمن، بضرورة التعاطي مع الواقع الجديد في الجنوب، والاعتراف بما حققته القوات المسلحة الجنوبية من مكاسب عسكرية وأمنية، أسهمت في محاربة الإرهاب وتأمين الممرات والمصالح الدولية في واحد من أهم الممرات البحرية في العالم.
*أبعاد سياسية وإقليمية
وتحمل دعوات استقلال دولة الجنوب أبعاداً سياسية وأمنية واقتصادية واسعة، سواء على مستوى الداخل أو المنطقة.
إذ يرى خبراء أن استعادة الدولة الجنوبية سيشكل عاملاً مهماً من عوامل الاستقرار الإقليمي، ومنصة لانطلاق مشاريع التنمية والاقتصاد في البحر العربي وخليج عدن، بما ينعكس إيجاباً على الأمن الدولي، ويحد من تهديدات الجماعات الإرهابية والميليشيات المسلحة.
*حتمية القرار الشعبي
وتعيش محافظات الجنوب حالة من التفاعل الشعبي المتصاعد مع الدعوات الداعمة لإعلان الدولة، وسط إجماع واسع يؤكد أن أبناء الجنوب قد حسموا خيارهم التاريخي، وأنهم يستعدون لمرحلة جديدة عنوانها الاستقلال وبناء الدولة كاملة السيادة ضمن حدود ما قبل 1990م.
ويشير مراقبون إلى أن المشهد المتصاعد يعكس نضجاً سياسياً وشعبياً كبيراً، وإيماناً بأن القرار لم يعد قابلاً للتأجيل، وأن الظروف المحيطة محلياً وإقليمياً ودولياً باتت مهيأة لفرض واقع جديد قائم على الاعتراف بحق الجنوب في تقرير مصيره.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news