تقرير | توقيت لافت ورسائل عدّة.. دلالات خطاب “سلطان العرادة” عقب عودته إلى مأرب على وقع الأحداث شرق اليمن

     
بران برس             عدد المشاهدات : 316 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
تقرير | توقيت لافت ورسائل عدّة.. دلالات خطاب “سلطان العرادة” عقب عودته إلى مأرب على وقع الأحداث شرق اليمن

على وقع التطورات الجارية في المحافظات الشرقية، ألقى اللواء سلطان العرادة، عضو مجلس القيادة الرئاسي، محافظة مأرب، خطابًا حاسمًا أمام قيادات المؤسستين الأمنية والعسكرية، مثّل خارطة طريق للتوجهات الوطنية للمرحلة القادمة.

أكد اللواء العرادة، في خطابه أن القضية الوطنية الكبرى هي استعادة الدولة وتحرير العاصمة صنعاء من جماعة الحوثي المدعومة إيرانيًا، مؤكدًا أن ما تعيشه البلاد هو نتيجة انقلاب هذه الجماعة، وأن معالجة كافة الإشكاليات لن تتم إلا عندما يتم استعادة مؤسسات الدولة.

وشدد العرادة، على محورية دور القوات المسلحة والأمن، معتبرًا كل التشكيلات العسكرية الوطنية “رفاق درب وسلاح” في مسار استعادة الدولة. داعيًا الجميع إلى تجاوز المشاكل الآنية والخلافات الجانبية والتركيز على الهدف الوطني الأسمى، مجددًا التأكيد على استعداد الجميع للتضحية بالأرواح في سبيل استعادة مجد الشعب اليمني. 

كما جدد التأكيد على أن اليمن لن يستعيد مكانته وفاعليته إلا بالتخلص من جماعة الحوثي ومشروعها الإيراني، معربًا عن امتنانه الكبير لمواقف تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية التي لم تتخلى عن اليمن في أصعب الظروف.

يناقش “برَّان برس”، في هذا التقرير، دلالات خطاب اللواء العرادة في هذا التوقيت الحساس الذي تشهده البلاد، والرسائل التي حملتها إلى الداخل والخارج.

دلالات عميقة

وصف وكيل مساعد وزارة الإعلام لشؤون الصحافة، أحمد ربيع، اللواء العرادة بأنه “رجل دولة متواجد في قلب الأحداث المفصلية التي تشهدها البلاد”.

وقال في تصريح لـ“برّان برس”، إن كلمة العرادة الأخيرة أمام القادة العسكريين والأمنيين “تحمل دلالات عميقة”، مؤكدة أن الانقلاب الحوثي وتداعياته هما “السبب الرئيس لكل الأحداث التي تُعد في حكم الناتج وليس السبب”.

وأضاف الوكيل ربيع، أن الكلمة شددت على أن “كل الأمراض في الجسد اليمني ستتعافى إذا تم استعادة مؤسسات الدولة اليمنية من قبضة ميليشيا إيران”. مضيفًا أنها جددت التركيز على توجيه كل الجهود صوب تحرير عاصمة اليمن صنعاء، وما يقرب إليها من قول أو عمل، وبذلك يستعيد اليمن مكانته وعافيته”.

توقيت لافت وثلاث رسائل

وأما الباحث في الشؤون اليمنية والخليجية الدكتور عمر منصر، فقال إن كلمة اللواء سلطان العرادة، جاءت في “توقيت لافت”، عقب عودته السريعة من الرياض على خلفية ما جرى في حضرموت والمهرة ولقائه بالقيادات العسكرية والأمنية. 

وأوضح منصر لـ“برَّان برس” أن العرادة أراد من خلال الكلمة إيصال ثلاث رسائل رئيسية أولها: التأكيد على وجود تفاهمات في الرياض بشأن ما حدث ويحدث في حضرموت والمهرة، واصفًا إياها بأنها “نتوءات هنا وهناك”، في إشارة إلى أنها تحركات محسوبة ضمن تفاهمات قد تكون مأرب جزءًا منها في المرحلة المقبلة، مع الإيحاء بأن على القوتين العسكرية والأمنية في مأرب تقبّل هذه الترتيبات ضمن السياق العام.

وأما الرسالة الثانية فتمثّلت في “التوضيح والتطمين بأن ما جرى لن يغير اتجاه البوصلة ولا الهدف الرئيس، والمتمثل في القضاء على جماعة الحوثي”. وثالثًا تضمنت الكملة “دعوة القوى العسكرية والأمنية إلى البقاء في حالة يقظة واستعداد، دون أن تتأثر بما يجري، تحسبًا لأي محاولة قد يقدم عليها الحوثيون لاستغلال الظرف الراهن للهجوم على مأرب”.

خطاب عقلاني ورسائل عدّة

من جانبه، أكد الأكاديمي والباحث السياسي الدكتور عمر ردمان، أن خطابات القادة في الظروف الاستثنائية تكتسب “أهمية بالغة؛ لأنها تكشف جانباً من غموض الموقف واستراتيجيات التعاطي مع الأحداث حاضرًا ومستقبلاً”.

وفي حديثه لـ“برَّان برس”، وصف الدكتور ردمان، خطاب اللواء العرادة، بأنه كان “خطابًا عقلانيًا متزناً بعيدًا عن عواطف وانفعالات اللحظة”، مضيفًا أنه بدا موجهاً إلى الشعب اليمني بكافة فئاته، متضمناً رسائل عدة للداخل والخارج”.

وأضاف أن هذا الخطاب جاء في ظل “صمت مطبق لقيادة الشرعية رغم جسامة التطورات وتسارعها”، ويعد اللقاء الأول الذي يجمع قادة الجيش منذ بداية الأحداث في حضرموت، ويتحدث إليهم ومن خلالهم إلى كافة أبناء الشعب.

الأهداف وأولوية اللحظة

وعن أهداف خطاب العرادة، أوضح ردمان أنها “توزعت ما بين امتصاص الصدمة لدى القادة ومن خلالهم إلى عموم الشعب اليمني، من خلال تأكيده على أن ما حدث مجرد “نتوءات أو مشكلات آنية لا يجب الانشغال بها على حساب الهدف الأسمى وهو استعادة الدولة، والتذكير بالعدو الوحيد الذي هو سبب كل هذا الخراب... مليشيا الحوثي الإرهابية”.

وفي سياق آخر، قال ردمان إن الخطاب “اكتنفه نداءً مبحوحاً أمام انقسام عميق تعانيه الشرعية، وتوجيه متكرر بتوحيد الكلمة والصف”، الأمر الذي يعكس عمليًا “حجم الشرخ الكبير داخل بعض مؤسسات الدولة”، ولهذا السبب هاجم اللواء العرادة بشدة “الخطاب المناطقي والجهوي الذي يغذي الصراعات البينية”.

كما ركز الخطاب على “أولوية اللحظة المتمثلة في وحدة القوات المسلحة”، وضرورة تجاوزها لهذا الطارئ، وتماسكها الداخلي، وتعويل الشعب عليها في تحرير البلاد من سيطرة المشروع الإيراني واستعادة الدولة وبناء مؤسساتها. 

خطاب قائد حصيف

أما الكاتب والباحث السياسي الدكتور يحيى الأحمدي، فوصف خطاب اللواء العرادة بأنه “كان خطابًا مسؤولًا، لقائد يحترم نفسه وكلمته ويعي ما يقول ومتى يقول.

وأضاف: لم يبع الوهم، ولم يرفع سقف الطموحات، بل كان خطابًا حصيفًا مدروسًا موجهًا نحو الأهداف والغايات السامية، بعيدًا عن التشنجات وتغذية الخلافات البينية”. مؤكدًا أن هذه الخلافات “ليست سوى انعكاسات لمشكلة اليمن الأساسية المتمثلة في التمرد الحوثي الذي بزواله ستزول كل التحديات والعقبات”.

وعن طبيعة الخطاب، قال الدكتور الأحمدي، إنه “يلم الشمل ويوحد الصف ويجيب عن أسئلة عالقة في الذهن عن طبيعة المرحلة ومآلاتها. 

واختتم حديثه لـ“برَّان برس” قائلًا إن الخطاب “استعرض جانبًا من إرهاصات الأحداث المتسارعة، ولم يعف أحدًا من تحمل المسؤولية”.  كما “حدد منافذ العبور، عن خبرة ودراية وعن قراءة عميقة للمشهد من زوايا مختلفة تضع النقاط على الحروف وتحدد مسار التحرير واستعادة الدولة”.

خطاب شجاع وطمأنه

في سياق تحليل الخطاب، اعتبر الباحث ردمان، أن العرادة كان “شجاعًا في تشخيص الأزمة والمسئولية عنها”، حيث اعترف بأن الحاصل هو “فشل، تتحمله بالدرجة الأساسية مجلس القيادة والنخب السياسية”، في إشارة إلى فشل الطبقة السياسية في احتواء الأزمات منذ لحظاتها الأولى.

كما أكد “استمرار الدعم الخارجي لمجلس القيادة الرئاسي والحكومة والقوات المسلحة” من خلال تقديم الشكر للتحالف، وهو ما اعتبره ردمان بمثابة “طمأنة داخلية بأن الشرعية لا تزال تحظى بدعم إقليمي مهم”، خاصة في وقت توترت فيه العلاقات بين بعض أطراف التحالف وبعض أطراف مجلس القيادة كالمجلس الانتقالي الجنوبي. 

وإجمالًا، أكد ردمان أن خطاب العرادة “لم يكن مجرد كلمات روتينية، بل كان محاولة لسد ثغرة أمنية وسياسية هائلة في جدار مشروع الدولة اليمنية الذي بدا للكثيرين آيلاً للانهيار”. 

وقال إن “الحدث والخطاب معاً كشفا أن الخطر على الحكومة اليمنية لم يعد الحوثيين فحسب، بل التفكك الداخلي وحرب الجبهات المتعددة التي تستنزف ما تبقى من قوتها وشرعيتها، وأن الحل يكمن في عودة الجميع إلى الهدف الجامع الذي إن تحقق فستُحل جميع المشكلات بسهولة ويسر”.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

سياسي سعودي بارز يرد على دعوات إماراتية لإعلان ”دولة الجنوب العربي” في اليمن والاعتراف بها

المشهد اليمني | 1188 قراءة 

اتفاق الرياض 3 يلوح في الأفق.. حضرموت تدخل المشهد كطرف رئيسي لأول مرة

نيوز لاين | 752 قراءة 

انسحاب مفاجئ للقوات العسكرية

كريتر سكاي | 626 قراءة 

مصادر: استدعاء الزبيدي والمحرمي إلى الرياض لبحث التطورات العسكرية في وادي حضرموت والمهرة

صحيفة ١٧ يوليو | 568 قراءة 

من الرياض .. الرئيس العليمي يوجه اول رسالة تدميرية وقاضيه لمليشيا الانتقالي الجنوبي

المشهد الدولي | 527 قراءة 

وزير يمني يكشف تفاصيل زيارة الوفد السعودي إلى حضرموت

نيوز لاين | 463 قراءة 

استقالة وشيكة تهز حضرموت.. تحركات عليا تمهّد لإبعاد الخنبشي وسط صراع على النفوذ

يني يمن | 415 قراءة 

ارتباك واسع في صنعاء بعد انفجارات غامضة دون توضيح رسمي

تهامة 24 | 361 قراءة 

الامارات تثير غضب اليمنيين (اعلان)

العربي نيوز | 341 قراءة 

مجلس التعاون" يرد على تصريحات مسؤولين إيرانيين بشأن دول الخليج ... عاجل

العين الثالثة | 330 قراءة