في خطوة استباقية تهدف إلى ترسيخ السلم الاجتماعي وحماية النسيج الوطني، أصدر مكتب الأوقاف والإرشاد بمحافظة شبوة توجيهًا رسميًا ومحددًا لجميع خطباء المساجد، يحدد بموجبه محاور خطبة الجمعة القادمة، الموافق 21 جمادى الآخرة 1447هـ.
ويأتي هذا التحرك في إطار جهود السلطة المحلية، بقيادة المحافظ عوض محمد بن الوزير، لتوظيف المنابر الدينية كأداة فعالة لتعزيز الوعي المجتمعي ومواجهة التحديات الراهنة.
وقال مدير عام مكتب الأوقاف والإرشاد، محسن بن محمد حسين أحمد، إن التوجيه يأتي انسجامًا مع المسؤوليات الجسيمة التي ينهض بها الخطباء في المرحلة الحالية، ودورهم المحوري في دعم جهود الدولة الرامية إلى تعزيز السلم الاجتماعي.
وأوضح أحمد أن الخطبة تتضمن إشارة واضحة وموجزة إلى مجموعة من المحاور الأساسية، أبرزها:
التذكير بنعمة الأمن:
التأكيد على أن الأمن هو نعمة عظيمة وركيزة أساسية لاستقرار المجتمع وازدهاره، ويجب على الجميع الحفاظ عليها.
التحذير من الفرقة:
دعوة المصلين إلى وحدة الصف ولم الشمل، والتحذير من كل ما من شأنه أن يزرع الشقاق والاختلاف بين أبناء المحافظة.
مخاطر التحزب السياسي:
بيان الأثر السلبي للصراعات السياسية والتحزب الضيق على أمن البلاد واستقرارها، وما قد تسببه من شرخ في النسيج الاجتماعي.
الدعاء لولاة الأمر:
التأكيد على أهمية الدعاء والشكر للقوات المسلحة وقوى الأمن تقديرًا لتضحياتهم وجهودهم في حفظ الأمن والتعامل مع التحديات.
ترسيخ الطاعة:
التشديد على أن طاعة الله ورسوله، وطاعة ولاة الأمر، هي الأساس الذي يضمن استمرار حالة الأمن والاستقرار التي تنعم بها المحافظة.
ويأتي هذا التوجيه ليؤكد على الدور الاستراتيجي الذي تلعبه المؤسسات الدينية في دعم جهود الحكومات المحلية في اليمن، خاصة في محافظات مثل شبوة التي تشهد تحديات أمنية وسياسية معقدة. ويعتبر استخدام منابر الجمعة، التي تجمع آلاف المصلين أسبوعيًا، استراتيجية فعالة للوصول إلى شرائح واسعة من المجتمع، والتأثير مباشرة في الوعي الجماعي، ومواجهة أي خطابات قد تثير النعرات أو تزعزع الاستقرار.
ويرى مراقبون أن هذا التحرك يعكس شراكة متينة بين السلطة المحلية والقطاع الديني، تهدف إلى حماية المكاسب الأمنية التي تحققت في شبوة خلال الفترة الماضية، ومنع أي محاولات لاختراق النسيج الاجتماعي من خلال خطابات التطرف أو الفرقة.
وفي المحصلة، يُنظر إلى هذا التوجيه على أنه جزء من خطة أوسع للسلطة المحلية في شبوة لضمان استمرار حالة الاستقرار، عبر إشراك كافة مكونات المجتمع، وعلى رأسها العلماء والخطباء، في بناء جبهة داخلية قوية قوامها الوعي والأمن والولاء الوطني، مما يمهد الطريق لتحقيق التنمية والرخاء في المحافظة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news