اليمن تبتلعه المليشيات وتقتسمه الأجندات الخارجية .. والشرعية نائمة
قبل 1 ساعة و 18 دقيقة
حين يصبح الوطن بنظرِ ساسته مجرد غنيمة وفرصة سانحة لزيادة الأرصدة البنكية، يتحوّل من وطنٍ إلى ذبيحة، تتناوب عليها سكاكين الناهشين والطامعين والمرتزقة والقتلة، وتصبح فيه كل القباحات مباحة، وكل الجرائم ممكنة، وكل الخيانات مبررة.
المشهد السياسي اليمني ازداد ضبابية وتعقيدًا-وكلما قلنا عساها تنجلي، زادت غيمت.. فما يحدث في اليمن ليس مجرّد أزمة سياسية أو صراع داخلي أو حرب أهلية طويلة، بل تجاوز ذلك منذ سنوات، صار ساحة مفتوحة للصراع، مليشيا حوثية تنهشه في الشمال، ودعوات التشطير في الجنوب، والأجندات الإقليمية والدولية تتدافع للاستيلاء على مقدراته وثرواته، وأصبح -منفردًا- في مواجهة أخطر مرحلة يمر بها منذ عقود.
باختصار وألم شديد يمكننا القول أن بلادنا لم تعد فقط ضحية الداخل، بل ضحية الخارج أيضًا، و قوى غربية لا ترى في اليمن إلا خطًا بحريًا ومصالح نفط وسلاح.
فإيران تستخدم اليمن ورقة في صراعها الإقليمي وتستخدم وكيلها الحوثي لتحقيق مآربها الخبيثة، بينما الدول الإقليمية تتعامل مع الجنوب والجزر والموانئ بمنطق المالك لا الشريك. إلى جانب وجود من يسعى لتسويات مع الحوثيين ولو على حساب مستقبل اليمن.
للأسف، الجميع يريد جزءًا من اليمن لكن لا أحد يريد لليمن أن يبقى بسيادته كدولة تحكم نفسها بنفسها دون اي املاءات خارحية طامعة.
لكن، ماذا عن الشرعية التي يفترض بها الذود عن وطنها؟، للأسف الشرعية تقف ضعيفة مشتتة، عاجزة عن مواجهة صلف الحوثي أو كبح مشاريع التشطير، ولا قادرة أيضًا على صد الأطماع الخارجية، وغيابها سمح لكل لاعب خارجي أن يزرع قدمه في بلدنا، فهذا يمزّق، وذاك يُقَّسم، والآخر يُموّل دون أن يردعه أحد .
وبالتالي، و بين كل هذه المشاريع، بكل تناقضاتها، يدفع اليمنيون البسطاء فاتورة باهظة الثمن تتمثل بشعبٌ جائع، اقتصادٌ منهار، مدن مدمرة، وبلد يعيش في حالة استنزاف دائم.
وعليه، فإننا لن نتمكن من الخروج من ضبابية المشهد اليمني وتعقيداته المتوالية إلا بـ وحدة الصف اليمني تحت قيادة حكيمة وطنية ترى مصلحة اليمن فوق كل اعتبار، وبعودة الشرعية، التي تعاني اليوم موتًا سريريًا، لتتحول إلى لاعب فعّال قادر على حل قضايا وملفات اليمن الشائكة بوطنية خالصة ومخلصة، ومسؤولية، بعيدًا عن الوصاية والارتهان.
فهل عسانا فاعلون؟!.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news