في تطور لافت يشير إلى تصاعد التوتر بين مكونات التحالف المناهض للحوثيين في اليمن، أفادت مصادر مطلعة بأن قيادة قوات "درع الوطن" التابعة للحكومة الشرعية اتخذت إجراءات صارمة لمنع رفع علم الجنوب في منطقة العبر الاستراتيجية بمحافظة حضرموت، وشملت الإجراءات إنزال الأعلام التي تم رفعها بالفعل في مواقع سيطرت عليها قوات المجلس الانتقالي الجنوبي.
وبحسب التفاصيل التي نقلتها المصادر الميدانية، فإن التوتر ساد الأجواء عندما حاولت عناصر من قوات الانتقالي رفع علم الجنوب فوق عدد من المباني الحكومية والمراكز العسكرية التي تمكنت من السيطرة عليها في العبر، ضمن عملية توسعية نفذتها مؤخراً بالتنسيق مع قوات "درع الوطن".
غير أن قوات "درع الوطن" تدخلت فوراً، ومنعت بشكل قاطع إتمام الإجراء، وقامت بإنزال الأعلام التي كانت قد رُفعت في عدد من المواقع، مؤكدة للقادة الميدانيين في الانتقالي أن أي رمز آخر غير علم الجمهورية اليمنية هو أمر مرفوض ويتعارض مع وحدة البلاد وروح التحالف العسكري.
وأوضحت المصادر أن القيادة المحلية لقوات "درع الوطن" أبلغت نظراءها في الانتقالي بأن منطقة العبر وغيرها من المناطق المحررة هي أراضي يمنية خالصة، ولن يُسمح فيها بأي إجراءات من شأنها إثارة الفتنة أو التعبير عن مشاريع انفصالية، مشيرة إلى أن الرفض قوبل بامتعاض من جانب قوات الانتقالي التي اعتبرت الأمر حقاً لها في التعبير عن الهوية الجنوبية.
يأتي هذا الحادث ليؤكد مجدداً على الفجوة العميقة في الرؤى بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي، رغم التحالف العسكري بينهما ضد جماعة الحوثي.
فبينما ترى الحكومة الشرعية أن رفع أي علم آخر هو تحدٍ لسيادتها، يعتبره الانتقالي حقاً في التعبير عن الهوية وتأكيداً لمشروعه السياسي.
ويعتقد مراقبون أن مثل هذه الحوادث، وإن كانت محدودة حتى الآن، قد تكون شرارة لاشتعال مواجهات أوسع بين الطرفين، لا سيما في المناطق المتنازع عليها مثل حضرموت وشبوة، مما يضعف الجبهة الداخلية ويشتت الجهود عن المعركة الأساسية ضد الحوثيين.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news