تشهد العاصمة المؤقتة عدن، في الأيام الأخيرة، أزمةً خانقة في مادة الغاز المنزلي، دفعت المواطنين إلى مواجهة واقعٍ قاسٍ يهدد يومياتهم ويُجهد ميزانياتهم، وسط ازدهار ملحوظ للسوق السوداء وغياب شبه تام للحلول الرسمية.
ووفق مصادر محلية، فإن طوابير طويلة باتت تتشكل يومياً أمام محطات التوزيع، فيما يضطر كثير من الأسر – خصوصاً تلك التي تعيلها نساء – إلى شراء أسطوانات الغاز بأسعار مضاعفة تصل في بعض الأحيان إلى أكثر من
300%
من سعرها الرسمي.
وأرجع مسؤولون محليون الأزمة إلى
تعذّر وصول قاطرات الغاز القادمة من محافظة مأرب
، جرّاء التوترات الأمنية التي تشهدهها منطقة الشِّحْر في محافظة حضرموت، والتي تُعد ممراً رئيسياً لخطوط الإمداد.
وقال مصدر في هيئة تنظيم قطاع الغاز: "القاطرات المحملة توقفت منذ أكثر من أسبوع، ومخزون المحافظة يكاد ينفد بالكامل".
وفي ظل هذا الفراغ، ازدهرت
تجارة الغاز في السوق السوداء
، حيث تُسوّق أسطوانات مجهولة المصدر بأسعار تصل إلى
15,000 – 20,000 ريال يمني
، مقارنةً بسعرها الرسمي الذي لا يتجاوز
6,500 ريال
. ويشكو مواطنون من أن "الواسطة والمحسوبية" باتت الشرط الأساسي للحصول على أسطوانة، في وقتٍ تُترك فيه الأسر الفقيرة لمصيرٍ مجهول.
وفي مشاهد يومية مؤلمة، تقف نساء أمام المحطات منذ ساعات الفجر الأولى، يحملن أطفالهن ووجوههن تعكس الإرهاق واليأس. تقول سعاد محمد، ربة منزل من مديرية المنصورة: "
أطفالي جوعى، ولا يمكنني طبخ وجبة دون غاز... نعيش كأننا في قلب كارثة
".
وحتى اللحظة، لم تعلن السلطات المحلية عن خطة طوارئ واضحة لمعالجة الأزمة، ما يثير مخاوف من
تفاقم الوضع الإنساني
خلال الأيام القادمة، خصوصاً مع اقتراب شهر رمضان، حيث يزداد الطلب على مادة الغاز المنزلي بشكل كبير.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news