أكد الشيخ حميد الأحمر، في بيان موسع تلقت وكالات الأنباء نسخة منه، أن التطورات الراهنة والسابقة في المناطق الخاضعة لنفوذ الحكومة الشرعية تقع ضمن نطاق المسؤولية المشتركة بين التحالف العربي ومؤسسات الشرعية اليمنية. ومع ذلك، شدد على أن التحالف يتحمل "المسؤولية الأوسع" بصفته الطرف الذي أصبحت له "الكلمة الأولى في المشهد اليمني منذ انقلاب عام 2014".
مسؤولية مشتركة ووزن أكبر للتحالف
وقال الأحمر في بيانه، إن الرئيس المنتخب عبد ربه منصور هادي، وكذلك رئيس وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي، "يتحملون مسؤولياتهم السياسية والقانونية - فردية وجماعية - عن أي تقصير أو إخلال بواجباتهم"، لكنه استدرك بالقول إن ذلك "لا يعفي التحالف من مسؤوليته الأوسع".
وأوضح أن واجب التحالف يمتد إلى "صون الدولة اليمنية، والحفاظ على استقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها"، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن مؤسسات الشرعية "فقدت جزءاً كبيراً من ثقة الشعب اليمني"، مما يزيد من عبء المسؤولية على الأطراف الفاعلة في الساحة.
الأولوية القصوى: إنهاء الانقلاب واستعادة الدولة
ولفت البيان إلى أن التطورات المتسارعة لا ينبغي أن تصرف الانتباه عن "المهمة الجوهرية للتحالف والشرعية معاً، والمتمثلة في إنهاء الانقلاب، واستعادة مؤسسات الدولة، وإعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل الانقلاب المشؤوم عام 2014".
ونقل البيان عن الأحمر تأكيده أن "اليمنيين غير معنيين بصراعات النفوذ الإقليمية أو الدولية"، وأن أولويتهم القصوى تتمثل في استعادة دولتهم وتسليمها لسلطة شرعية "تمثل الإرادة الوطنية، وتعمل بإخلاص لخدمة الشعب والحفاظ على سيادة البلاد".
دعوة لإنهاء التسويف والتحذير من "المصالح الضيقة"
وفي سياق متصل، دعا حميد الأحمر إلى ضرورة تجاوز مرحلة التأجيل، قائلاً: "لم يعد هناك مجال لمزيد من التسويف أو التأجيل. فالمطلوب هو المضي الجاد والصادق نحو استكمال معركة إنهاء الانقلاب وتجاوز تداعياته".
وحذّر من خطورة السماح "لأي مشروع خاص أو مصالح ضيقة بالعبث بمستقبل اليمن ووحدته وهويته الوطنية"، خاصة وأن معاناة الشعب اليمني "بلغت مستويات لا يجوز السكوت عنها".
الثقة في دور "الشقيقة الكبرى" وأمن اليمن
على الصعيد الدبلوماسي، أكد البيان أن "غالبية أبناء اليمن لا تزال تثق بالدور الأخوي للأشقاء في التحالف، وفي مقدمتهم الشقيقة الكبرى (المملكة العربية السعودية)". وأشاد الأحمر "بحكمة قيادتها واستشعارها لمسؤولية الجوار"، مشيراً إلى إدراكها بأن "أمن اليمن جزء لا يتجزأ من أمنها القومي، وأنها لن تقبل العبث باستقرار اليمن أو استهدافه".
المسؤولية الوطنية اليمنية
وختم حميد الأحمر بيانه بالتأكيد على أن هذه الحقائق "لا تعفي اليمنيين – أفراداً وجماعات – من مسؤولياتهم الوطنية في حماية دولتهم والحفاظ على وطنهم". ورأى أن "الاتكال أولاً على الله سبحانه وتعالى، ثم على إرادة اليمنيين أنفسهم، ثم على الدعم الصادق من الأشقاء، كفيل بأن يمهّد الطريق لاستعادة اليمن ومكانته الطبيعية".
يأتي هذا البيان في وقت تتصاعد فيه التوترات الداخلية في مناطق سيطرة الحكومة الشرعية بالجنوب، وتتعقد فيه المشاورات الإقليمية والدولية بشأن مستقبل العملية السياسية في اليمن.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news