شهدت نقطة التفتيش في منطقة "رأس عمران" الاستراتيجية شمال غرب مدينة عدن، ظهر اليوم الجمعة، توتراً حاداً بعدما منعت قوات أمنية تابعة للنقطة القيادية البارزة فائقة السيد وعدداً كبيراً من رفاقها من دخول العاصمة المؤقتة، في خطوة أثارت جدلاً واسعاً ومخاوف إنسانية.
ووفقاً لمصادر مطلعة تحدثت لمراسلنا، فإن الإجراء الأمني جاء عقب مشاركة الوفد في فعاليات إحياء الذكرى الثامنة لاستشهاد الزعيم جارالله عمر (المعروف بـ "الأمين")، التي أقيمت على الساحل الغربي للبلاد. وعند عودة الوفد، المكون من حوالي 75 شخصاً بينهم نحو 35 امرأة و40 رجلاً مستقلي حافلتين، تم إيقافهم عند نقطة التفتيش ومنعهم من المتابعة.
أزمة إنسانية متفاقمة
تتصاعد المخاوف بشكل كبير حول الأوضاع الإنسانية للمحتجزين، الذين لا يزالون عالقين في النقطة الأمنية منذ أكثر من ثلاث ساعات حتى لحظة نشر هذا الخبر. وكشفت المصادر عن وجود حالات مرضية خطيرة بين صفوف المحتجزين، على رأسها القيادية فائقة السيد التي تعاني من مرض السكري وتحتاج لرعاية طبية مستمرة، مما يعرض حياتها للخطر بسبب التأخير في توفير العلاج اللازم.
وأضافت المصادر أن هناك حالات مرضية أخرى بين النساء والرجال المسنين في الوفد، تفاقمت معاناتها بسبب احتجازهم لفترة طويلة تحت أشعة الشمس الحارقة وغياب المرافق الصحية المناسبة، في ظرف وصفته بـ "الإنساني الصعب".
رسائل سياسية وتصعيد محتمل
يأتي هذا الحادث في سياق متزايد التعقيد في محافظة عدن والمناطق الجنوبية، التي تشهد انقسامات سياسية وأمنية بين الفصائل المختلفة. ويرى مراقبون أن منع وفد قادم من فعالية ذات طابع سياسي وتأبيني لشخصية بارزة في أحد التيارات السياسية، قد لا يكون إجراءً أمنياً روتينياً، بل يحمل في طياته رسالة سياسية، وقد يشير إلى تصعيد في الخلافات بين الأطراف الفاعلة على الساحة.
وحتى اللحظة، لم تصدر أي جهة رسمية أو أمنية بياناً يوضح أسباب هذا المنع أو طبيعة الإجراءات المتخذة بحق الوفد. بينما تظل الأنظار متجهة نحو مصير القيادية فائقة السيد ورفاقها، وسط دعوات متزايدة من ناشطين حقوقيين وسياسيين للتدخل العاجل لضمان سلامتهم وإطلاق سراحهم فوراً، وتقديم المساعدة الطبية العاجلة لهم.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news