أعلن حلف قبائل حضرموت، في بيان رسمي صادر عنه الجمعة، تعرض قواته لهجوم مباغت أسفر عن سقوط شهداء وجرحى، فيما وصفه بـ "الخرق الصريح" لاتفاق تهدئة كان قد تم التوصل إليه مع السلطة المحلية لحماية منشآت قطاع المسيلة النفطي.
وجاء الهجوم، بحسب البيان، في خضم تنفيذ الحلف لاتفاق رسمي مع قيادة السلطة المحلية في حضرموت، ممثلة بالمحافظ سالم أحمد الخنبشي، والذي تضمن ترتيبات أمنية ميدانية، أبرزها انسحاب قوات "حماية حضرموت" التابعة للحلف من مواقعها داخل المنشآت النفطية، مقابل التزامات مقابلة من الطرف الآخر لضمان عدم وقوع أي تصعيد.
تفاصيل الهجوم والخسائر
أوضح البيان أن الحلف بدأ بالفعل تنفيذ بنود الاتفاق عبر "انسحاب تدريجي وهادئ"، التزاماً بروح التفاهم والحفاظ على أمن واستقرار المنطقة. لكن، وعلى غير المتوقع، قامت قوات أخرى فجر الخميس الموافق 4 ديسمبر 2025، بشن هجوم منسق ومباغت من عدة محاور على مواقع رجال الحلف، وذلك أثناء سريان الهدنة وبينما كانت عملية الانسحاب جارية.
أسفرت الاشتباكات العنيفة التي تلت ذلك عن مقتل ستة من عناصر حلف قبائل حضرموت، بالإضافة إلى إصابة عدد كبير آخر بجروح متنوعة. وقد عبر الحلف في بيانه عن أسفه العميق لسقوط ضحايا من كلا الطرفين، مقدماً خالص التعازي لأسر شهدائه ومتمنياً الشفاء العاجل لجميع المصابين.
اتهامات بخرق الاتفاق وتحميل المسؤولية
حمّل حلف قبائل حضرموت، في بيانه، الجهات التي قامت بالهجوم مسؤولية كاملة عن هذا التصغير، مؤكداً أن ما جرى كان يمكن تجنبه تماماً لو تم الالتزام بروح الاتفاق ونصوصه. ولم يقتصر الاتهام على القوات المنفذة للهجوم، بل امتد ليشمل "الجهات التي قدمت الدعم العسكري والمالي لها"، محملاً إياها المسؤولية المباشرة عن إراقة الدماء وزعزعة الاستقرار في المنطقة.
دعوة للتدخل الدولي
وفي ظل هذا التصعيد الخطير، وجه حلف قبائل حضرموت دعوة عاجلة إلى "دول الرباعية الدولية" و"قيادة التحالف العربي"، طالباً منها الاضطلاع بمسؤولياتها تجاه ما يجري في حضرموت. ودعا الحلف هذه الأطراف الفاعلة إلى التدخل الفوري لوقف الاشتباكات، والعمل على إعادة الأمور إلى مسارها الصحيح، بما يضمن حماية حقول النفط ويحفظ الأمن والاستقرار في المنطقة، ويمنع انزلاقها إلى فوضى أوسع نطاقاً.
ويأتي هذا التطور ليضع علامة استفهام كبيرة حول مستقبل الأمن في منطقة حضرموت الغنية بالنفط، والتي تعد واحدة من أهم المناطق الاستراتيجية في اليمن، حيث تسعى القوى المحلية والإقليمية للسيطرة على مقدراتها في ظل غياب سلطة مركزية قوية.
المصدر: بيان صحفي صادر عن حلف قبائل حضرموت - الجمعة 4 ديسمبر 2025.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news