حضرموت بين تشابك النفوذ وتحوّلات اللحظة.. كيف أعاد الانتقالي ترتيب موقعه في معادلة المحافظة؟

     
العين الثالثة             عدد المشاهدات : 53 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
حضرموت بين تشابك النفوذ وتحوّلات اللحظة.. كيف أعاد الانتقالي ترتيب موقعه في معادلة المحافظة؟

في محافظة تمثّل إحدى أكثر جبهات الجنوب حساسيةً وتركيباً، تتداخل فيها الجغرافيا بالثروة، والقبيلة بالسياسة، تبدو حضرموت اليوم كأنها مرآة مكبّرة للتجاذبات الإقليمية والمحلية على حدّ سواء.. ومع هذا المشهد الذي يقترب أحياناً من حافة الانقسام، برز المجلس الانتقالي الجنوبي كقوة سياسية تحاول تشكيل طوق توازن وسط سيولة الأطراف وتعدّد المشاريع.

منذ سنوات، تتقاطع مصالح القوى المتنافسة داخل ساحل حضرموت وواديها، ما أنتج مشهداً هشّاً يفتقد إلى المرجعية الجامعة، وفي هذا الفراغ، استطاع الانتقالي تعزيز حضوره تدريجياً، مستنداً إلى تنظيم سياسي منضبط ورؤية تضع حضرموت كركيزة في مشروع الجنوب، لا مجرد مساحة نفوذ عابرة.. وقد شكّل هذا النهج – وفق ما ترصده العين الثالثة – نقطة فارقة في تعامل الشارع الحضرمي مع القوى الفاعلة، وسط تزايد الحاجة إلى طرف يقدّم مقاربة أكثر واقعية وأقل ضجيجاً.

حاجة حضرموت إلى مظلة استقرار لا طرف إضافي في الصراع

تدرك مختلف القوى داخل المحافظة حساسية أي اختلال قد يصيب النسيج الاجتماعي أو الأمني، كون حضرموت لا تمثّل مجرد مساحة جغرافية واسعة، بل مركزاً سياسياً وثقافياً تتجاوز تأثيراته حدودها، ولذا باتت أي محاولة لجرّ المحافظة نحو صدامات داخلية مخاطرة لا يملك أحد ترف تحمل كلفتها.

في هذا السياق، برز الانتقالي باعتباره طرفاً يسعى إلى تقديم مظلة سياسية يمكن أن تُسهم في تحقيق استقرار نسبي، مستفيداً من شبكة تواصل متنامية مع القوى المحلية، ودعمه الواضح لفكرة الإدارة الحضرمية المتوازنة، القائمة على تمكين أبناء المحافظة في المؤسسات الأمنية والخدمية.

توازنات معقّدة ومشاريع متنافسة

تُظهر قراءة العين الثالثة للتطورات الأخيرة أن حضرموت أصبحت ساحة تتقاطع فيها مشاريع متعددة، بعضها محلي، وآخر إقليمي، وثالث يحاول إعادة إنتاج نفوذ قديم، هذا التزاحم جعل المحافظة مهددة بأن تتحول إلى ساحة تصفيات سياسية، وهو ما دفع قطاعات موسعة من المجتمع الحضرمي للبحث عن قوة سياسية أكثر ثباتاً، تتجنب الانزلاق نحو مستنقع التجاذبات.

ومع أن الانتقالي لا يملك الحلول السحرية لكامل تعقيدات المشهد، إلا أن حضوره المنظم وابتعاده عن سياسة الصدام العشوائي جعلاه خياراً مطروحاً بقوة لدى فئات عديدة، خصوصاً مع حرصه على تثبيت الأمن ورفضه تجارب فرض الإرادة بالقوة أو إدخال المحافظة في حسابات تتجاوز حدودها.

خطاب يركّز على التهدئة وتمكين أبناء المحافظة

اعتمد الانتقالي خطاباً سياسياً حاول من خلاله الاستجابة لمخاوف الحضرميين من الفوضى، مركّزاً على أهمية إدارة أمنية متماسكة، وإشراك النخب المحلية في صناعة القرار الجنوبي،رفعت هذه الرسالة من مستوى الثقة بينه وبين الشارع، خصوصاً بعد حالات التوتر التي شهدتها محافظة مجاورة انعكست بشكل مباشر على حضرموت.

وتشير شواهد عديدة إلى أن المجلس حرص على العمل خارج دائرة المناكفات السياسية، مفضلاً الدفع نحو حلول عملية تخفف من مركزية القرار وتعيد الاعتبار لدور القوى الحضرمية.

الانتقالي… “الضابط الإيقاعي” في مشهد قابل للاشتعال

في ظل تنامي محاولات بعض القوى لإعادة رسم خارطة النفوذ في حضرموت وفق اعتبارات لا تراعي حساسية المحافظة، بات وجود جهة سياسية تمتلك مشروعاً واضحاً وقدرة على ضبط الإيقاع ضرورة يقرّ بها حتى من يختلف مع الانتقالي، فالتوازنات الحالية لا تسمح بأي فراغ، ولا تحتمل طرفاً يعيد إنتاج الاستقطاب الذي شهدته محافظات أخرى.

وتقدّم القراءة الميدانية لـ العين الثالثة صورة لواقع تتجه فيه قطاعات واسعة من المجتمع إلى خيار يتسم بالثبات والقدرة على حماية الاستقرار، بعيداً عن صخب المزايدات أو محاولات فرض وصاية جديدة على المحافظة.

حضرموت أمام مفترق طرق

رغم تراكم التحديات، تبدو حضرموت اليوم أقرب إلى لحظة إعادة تشكيل للمشهد السياسي، حيث تتداخل المخاوف مع التطلعات، وتتزاحم المشاريع مع رغبة الناس في نموذج إداري وأمني يخدمهم أولاً، وفي قلب هذا المشهد، يرتفع حضور المجلس الانتقالي الجنوبي كخيار واقعي، لا لكونه الطرف الوحيد، بل لكونه الأكثر قدرة – حتى الآن – على لعب دور الضامن النسبي للاستقرار ومنع انزلاق المحافظة نحو فوضى يصعب التحكم بمساراتها.

وبينما تستمر التجاذبات على خطوط الوادي والساحل، يبقى السؤال مفتوحاً: هل تنجح حضرموت في انتزاع الصيغة التي تمنحها إدارة مستقرة وقراراً محلياً محفوظاً؟ وحتى تتضح الإجابة، يظل الانتقالي أحد أبرز المرشحين لمرافقة هذا الانتقال والتحول، في مرحلة تحتاج قبل أي شيء آخر إلى عقلانية، واستقرار، وتحصين لقرار أبناء حضرموت من محاولات التوظيف السياسي.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

قوات “درع الوطن” تتسلم عدد من المطارات والمعسكرات من قوات الانتقالي الجنوبي في المهرة وحضرموت

بران برس | 1221 قراءة 

أنباء عن تلقي قوات درع الوطن تحذيرات من هذه الدولة

كريتر سكاي | 925 قراءة 

العرادة يصدم الإصلاح بموقفه من احداث حضرموت والشراكة مع الانتقالي

نافذة اليمن | 874 قراءة 

الشلفي يكشف أسباب مغادرة العليمي قصر معاشيق بعدن إلى السعودية

الموقع بوست | 746 قراءة 

عاجل:قوات بن حبريش تشن هجوم عسكري على موقع اقامة قيادات قوات الانتقالي

كريتر سكاي | 706 قراءة 

حزب الإصلاح في مأرب يهاجم الشيخ سلطان العرادة بعد تصريحاته الصادمة للإخوان

نافذة اليمن | 561 قراءة 

السعودية تعلن موقفها من احداث ومعارك وداي حضرموت

نيوز لاين | 496 قراءة 

الكشف عمن سيتولى الملف الأمني بالكامل في حضرموت.. والتحضير لـ "نخبة مهرية"

عدن تايم | 487 قراءة 

بعد تطورات حضرموت والمهرة الأخيرة.. حزب الإصلاح يعلن عن هذا الأمر!

موقع الأول | 456 قراءة 

العليمي يغادر عدن بعد تلقيه تهديدًا من الانتقالي… ومصادر: الرسالة كانت واضحة "غادِ اليوم وإلا"

يني يمن | 453 قراءة