في تطور خطير يزيد من تعقيد المشهد الأمني المتأزم في محافظة المهرة شرق اليمن، أفادت مصادر محلية موثوقة بأن مسلحين تابعين للشيخ القبلي البارز علي الحريزي، تمكنوا من اقتحام معسكر تابع للواء 123 مشاة، والقيام بعملية نهب واسعة لمحتوياته.
وبحسب التفاصيل التي نقلتها المصادر، فإن المسلحين استغلوا ببراعة الفراغ الأمني الذي خلفه الانسحاب المفاجئ للقوات العسكرية المنتمية للمناطق الشمالية، والتي كانت تتمركز في المعسكر خلال الفترة الماضية. وعقب الانسحاب مباشرة، فرض العناصر الموالية للحريزي سيطرتهم الكاملة على المنشأة العسكرية، وبدأوا في عملية سلب منظمة لمستودعات الأسلحة والمعدات.
خسائر فادحة وتسلح غير مسبوق
أوضحت المصادر أن عملية النهب لم تقتصر على المعدات الخفيفة، بل شملت كميات كبيرة من الأسلحة المتوسطة والثقيلة، أبرزها عدد من قطع المدفعية المختلفة الأعيرة، بالإضافة إلى أسلحة رشاشة ثقيلة، وذخائر متنوعة، ومعدات عسكرية أخرى. ويُعتبر هذا الاستيلاء بمثابة ضربة قاسية للقدرات العسكرية الرسمية في المنطقة، ومنح في الوقت ذاته قوة نارية غير مسبوقة للمسلحين التابعين للحريزي.
سياق من الصراع على النفوذ
تأتي هذه الحادثة في سياق تصاعد التوترات في محافظة المهرة، التي تشهد صراعاً محتدماً على النفوذ بين عدة أطراف، أبرزها القوات الحكومية المدعومة من السعودية، وقوات محلية موالية للشيخ الحريزي الذي يُعرف بمعارضته الشديدة للنفوذ الأجنبي، خاصة الحضور الإماراتي في المحافظة.
ويُنظر إلى انسحاب القوات الشمالية من اللواء 123 على أنه خطوة قد تزيد من تفاقم الوضع، وتفتح الباب أمام مواجهات مسلحة محتملة على السيطرة على الثكنات العسكرية والمناطق الاستراتيجية. فالمهرة، بموقعها الجيواستراتيجي على بحر العرب وحدودها مع عُمان، تشكل ساحة صراع إقليمي بالوكالة.
تداعيات ومخاوف من انزلاق نحو الفوضى
يشكل هذا الاقتحام والنهب ضربة للمجهودات الرامية إلى استقرار الوضع الأمني في المهرة، ويثير مخاوف جدية من انزلاق المحافظة نحو مزيد من الفوضى المسلحة. ويتوقع مراقبون أن يؤدي هذا التطور إلى تصعيد حدة المواجهات، خاصة مع تزايد قوة الجماعات المسلحة غير التابعة للدولة بعد استيلائها على أسلحة ثقيلة.
وحتى اللحظة، لم يصدر أي تصريح رسمي من السلطات المحلية أو المركزية للتعليق على الحادثة، فيما تبقى الأوضاع في المحافظة شديدة التوتر وسط مخاوف من اندلاع اشتباكات عنيفة في أي وقت.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news