بدأت اليوم محادثات مباشرة بين لبنان وإسرائيل، وُصفت بالتاريخية، حيث تركز على التهدئة الأمنية والتعاون الاقتصادي. وتشكل هذه الخطوة واحدة من الاتصالات النادرة بين الجانبين خلال السنوات الأخيرة، وتُعقد في الناقورة جنوب لبنان، وهي منطقة تُعد معقلاً رئيسياً لحزب الله.
الوفود المشاركة
أرسلت إسرائيل وفداً برئاسة أوري رازنيك من مجلس الأمن القومي، فيما يقود الوفد اللبناني السفير السابق في الولايات المتحدة سيمون كرم. ويشارك في الاجتماع ممثلون مدنيون ودبلوماسيون من الطرفين، إلى جانب العسكريين، وذلك استجابة لضغوط أميركية هدفت إلى إشراك شخصيات غير عسكرية في هذه المفاوضات.
الموقف اللبناني الرسمي
الناطقة باسم رئاسة الجمهورية نجاة شرف الدين أكدت أن الرئيس العماد جوزاف عون، وبالتنسيق مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نواف سلام، قرر تكليف السفير السابق سيمون كرم برئاسة الوفد اللبناني. وأوضحت أن القرار جاء بعد موافقة إسرائيل على ضم عضو مدني إلى وفدها، وذلك ضمن اجتماعات اللجنة التقنية العسكرية المنشأة بموجب إعلان وقف الأعمال العدائية في نوفمبر 2024.
تصريحات حكومية
رئيس الحكومة نواف سلام أعلن استعداد لبنان لمفاوضات "فوق عسكرية" مع إسرائيل، موضحاً أن إشراك شخصية دبلوماسية لبنانية سابقة يمنح الخطوة غطاءً سياسياً ووطنياً. وأكد أن هذه المفاوضات لا تعني الدخول في عملية سلام أو تطبيع، مشيراً إلى أن التطبيع مرتبط بمسار السلام الشامل. وأضاف أن لبنان تلقى رسائل إسرائيلية تتحدث عن احتمال تصعيد، لكنه غير مرتبط بمهل زمنية محددة.
سلام شدد على أن تقييم الموفدين الدوليين الذين زاروا بيروت أظهر أن الوضع قابل للتصعيد، مطالباً حزب الله بتسليم سلاحه ضمن مشروع بناء الدولة. وأوضح أن سلاح الحزب لم يردع إسرائيل ولم يحفظ لبنان، مؤكداً أن الدولة استعادت قرار الحرب والسلم، وأنه لن يُسمح بمغامرات قد تقود البلاد إلى مواجهة جديدة.
تفاصيل الاجتماع
مصادر غربية وصفت اجتماع اليوم بأنه "ممتاز"، مشيرة إلى أن الجزء الأول خُصص للممثلين العسكريين، بينما اقتصر الجزء الثاني على المشاركين المدنيين بحضور الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس. وأكدت المصادر أن النقاشات تناولت ملف نزع سلاح حزب الله والغارات الإسرائيلية على لبنان، إضافة إلى بحث إمكان التعاون الاقتصادي بين الجانبين في الجنوب كخطوة لبناء الثقة.
المحادثات التي انطلقت في الناقورة اليوم تمثل محطة جديدة في مسار الاتصالات بين لبنان وإسرائيل، حيث جمعت ممثلين عسكريين ومدنيين تحت إشراف أميركي، وطرحت ملفات أمنية واقتصادية حساسة، وسط ترقب للنتائج التي قد تحدد شكل المرحلة المقبلة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news