شهدت مدينة سيئون بوادي حضرموت تحركات عسكرية حاسمة، حيث تمكنت القوات المسلحة الجنوبية من الدخول وتأمين مقر قيادة المنطقة العسكرية الأولى، في خطوة وصفت بأنها إنجاز ضمن خطة شاملة لتأمين الوادي.
وأكد مصدر مسؤول في القوات المسلحة الجنوبية أن هذه التحركات توجت خطة عسكرية نجحت في تأمين كافة مناطق الوادي والصحراء بمحافظة حضرموت. وشدد المصدر على أن الهدف الرئيسي قد تم تحقيقه بإنهاء حالة الانفلات الأمني وتعزيز السيطرة على المناطق الحيوية في حضرموت.
تزامنت هذه التحركات مع ردود فعل شعبية إيجابية، حيث تؤكد التقارير الترحيب الشعبي الواسع من أهالي منطقة ساه بوادي حضرموت بقدوم القوات المسلحة الجنوبية.
وعبر الأهالي عن ارتياحهم التام لهذه الخطوة، معبرين عن أملهم الذي تحقق في أن تساهم هذه التحركات في إنهاء حالة عدم الاستقرار وتحقيق المطالب الشعبية بتعزيز الأمن في مناطقهم.
الرئيس الزُبيدي يثأر للبطل بن حبريش في ذكرى استشهاده (13)
تزامنت الذكرى الثانية عشرة لاغتيال الشيخ البطل المقدم سعد بن حبريش العليي مع تطورات تاريخية فارقة في وادي حضرموت، حيث أتمت القوات الجنوبية اليوم، الثالث من ديسمبر 2025، السيطرة والدخول إلى الوادي، في خطوة وصفت بأنها تاريخية وثأر مكتمل لدماء الشهداء.
فمنذ مثل هذا اليوم 2 ديسمبر من عام 2013، حيث أقدمت قوات الاحتلال على ارتكاب جريمة اغتيال بشعة وجبانة بحق الشيخ بن حبريش في نقطة تابعة للمنطقة العسكرية الأولى، والتي كانت مسرحاً للجريمة. وكانت منظومة الاحتلال تتوهم إمكانية إجهاض الثورة التحررية الجنوبية، إلا أن هذا المسلك الإجرامي لم يؤد إلا لتأكيد بلوغ الاحتلال نهايته.
واليوم، ومع حلول الذكرى، تحققت ساعة الحسم في وادي حضرموت بشكل مؤكد، حيث أكدت الأنباء عن هروب كامل لعناصر وفلول المنطقة العسكرية الأولى، بالتوازي مع عملية تسليم أو استلام لمهام المنطقة وعملية تأمين واسعة للمرافق السيادية في مدينة سيئون. ويُعَد هذا التقدم العسكري إنجازاً تاريخياً، حيث يرى فيه أبناء حضرموت أن الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي أنجز الثأر لدم الشهيد سعد بن حبريش بتحرير وادي حضرموت بالكامل، ومؤذناً ببدء مرحلة جديدة من التمكين الجنوبي وإنهاء وجود قوى الاحتلال اليمني في هذا الشريان الحيوي.
تخبط و فرار: المنطقة الأولى تنهار وتغادر بلا عودة
تلاشت محاولات قوات المنطقة العسكرية الأولى لقصف جبال "بإعلال" المحيطة بالمدينة وسط حالة من التخبط والارتباك الذي ساد صفوف قيادات ومنتسبي المنطقة العسكرية الأولى قبل الانهيار.
وأفادت مصادر ميدانية وشهود عيان في مدينة سيئون بوادي حضرموت، عن حدوث انهيار مفاجئ ومتسارع في صفوف قوات "المنطقة العسكرية الأولى"، تزامناً مع تقدم طلائع القوات المسلحة الجنوبية باتجاه المدينة لتأمينها.
وتم التأكيد أن العشرات من عناصر المنطقة العسكرية الأولى شوهدوا وهم يغادرون ثكناتهم ونقاطهم العسكرية بشكل عشوائي، متخلين عن مواقعهم الاستراتيجية التي كانوا يتحصنون فيها لسنوات.
واستمرت حالة الذعر التي دبت في صفوف تلك العناصر، مما دفعهم للهروب والاختباء، وفي مشهد غير مسبوق، بدت العديد من المواقع العسكرية والنقاط التفتيشية التي كانت تفرض طوقاً أمنياً خانقاً على المواطنين خالية تماماً من العناصر البشرية، تاركين خلفهم بعض العتاد والمواقع مفتوحة، في إشارة واضحة إلى انهيار الروح المعنوية وعدم القدرة على الصمود أمام الضغط الشعبي والعسكري الجنوبي.
ويأتي هذا التطور المتسارع استجابة للمطالب الشعبية المستمرة برحيل هذه القوات من وادي حضرموت، وهو ما يمثل تنفيذاً لاتفاق الرياض.
ويمثل هذا الهروب "النهاية الفعلية" لتواجد المنطقة العسكرية الأولى في الوادي، ويُعد انتصاراً لإرادة أبناء حضرموت في تولي شؤونهم الأمنية والعسكرية بأنفسهم.
حملة الكترونية تتوج النصر وتطالب بتمكين الجنوبيين
انطلقت اليوم حملة إعلامية وشعبية واسعة عبر منصات التواصل الاجتماعي، محتفلة بتحرير وادي حضرموت من سيطرة ونفوذ ما وُصف بـ "تخادم" المنطقة العسكرية الأولى مع الجماعات الإرهابية والحوثيين.
وقد تصدر الهاشتاج #تحرير_وادي_حضرموت و#الجنوب_كله_سيئون قائمة التداول، حيث تأكد الإجماع الشعبي على ضرورة هذه الخطوة، مؤكدين أن التحرير كان استجابة للمطالب الملحة لأبناء حضرموت.
و أكد المشاركون في الحملة أن عملية تحرير وادي حضرموت كانت استجابة مباشرة وواضحة لـ مطالب أبناء المحافظة الذين عانوا من تدهور الأوضاع الأمنية بشكل مستمر.
وشددت الرسائل المتداولة عبر الحملة على أن وجود المنطقة العسكرية الأولى في المنطقة ساهم بشكل كبير في خلق بيئة حاضنة لتحركات الجماعات الإرهابية، مما سهل عبثها بأمن واستقرار المحافظة.
قادة الانتقالي يؤكدون سقوط إرث احتلال 1994
أكد عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، الأستاذ فادي باعوم، من قلب مدينة سيئون، أن موعد استعادة حضرموت لقرارها وسيادتها قد تحقق، مشيراً إلى أن طلائع القوات الجنوبية باتت تسيطر بالكامل على المدينة بعدما بدأت كتابة فصل تاريخي جديد.
وفي تصريح، ربط باعوم بين رمزية تحرير العاصمة عدن واللحظة الراهنة في وادي حضرموت، قائلاً: "لم تسعفني الظروف يوماً للمشاركة في تحرير عدن، لكن ها نحن اليوم مرابطون في قلب سيئون المحررة".
وأوضح القيادي الجنوبي أن هذا التواجد الميداني ليس مجرد زيارة، بل هو إعلان عن مرحلة مفصلية أنهت ما تبقى من "إرث احتلال 1994" في وادي حضرموت، مؤكداً أن القوات الجنوبية تقف على أهبة الاستعداد لتمكين أبناء المحافظة من أرضهم. واختتم باعوم تصريحه برسالة طمأنة لأبناء حضرموت، مشدداً على أن الهدف الأسمى لهذه التحركات قد تحقق: "أن يعود لحضرموت حقها ومكانها وقرارها المستقل بعيداً عن أي وصاية".
من جانب آخر، أشاد اللواء الركن أحمد سعيد بن بريك، نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي ومحافظ حضرموت الأسبق، بمواقف أبناء حضرموت الوادي ووقوفهم الموحّد في مواجهة مخاطر الإرهاب، مؤكّدًا أن هذا التلاحم الشعبي ساهم بشكل كبير في طي صفحة الخطر واقتراب النصر. وأضاف بن بريك أن أبناء حضرموت أثبتوا وفاءهم ووعيهم الوطني، من خلال دعمهم المستمر لمشروع الأمن والاستقرار، مؤكّدًا أن هذا التعاون بين المجتمع والقوات الجنوبية أثمر عن إنجاز كبير في الجهود الرامية لحماية الأرض وصون كرامة أهلها.
وأصدر بن بريك إشادته للرئيس القائد عيدروس قاسم الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، ولكل قادة المجلس والقوات الجنوبية، قائلاً إن كلمات الشكر لا تفي تضحياتهم وجهودهم التي بُذلت في حماية الجنوب وأهله. ويؤكد بن بريك أن قادة وضباط وجنود القوات الجنوبية البواسل جسدوا أسمى معاني الإخلاص والشجاعة، من خلال ما قدموه من عمليات نوعية وجهود ميدانية لضمان الأمن والاستقرار في حضرموت والجنوب كافة. ويُبرز بن بريك أن حضرموت والجنوب يسيران بثبات نحو مستقبل آمن يليق بأبنائهما، مستقبل كُتبت ملامحه بوحدة الصف والقوة المشتركة التي صنعت فجرًا جديدًا للمنطقة.
واختتم اللواء الركن أحمد سعيد بن بريك تصريحه بالتأكيد على الثبات في مسار النصر والحرية، مرددًا: "الله أكبر… الله أكبر… الله أكبر والنصر والحرية لأبناء حضرموت كافة والجنوب عامة."
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news